للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولاك ما أوحشت أهليَ والحمى ... ولا أصبحت يوماً يدي منهمُ صِفرا

فلي مهجة تهفو بقابس لوعةً ... وقلبٌ إذا فارقتُها يألف الضّرّا

محمد التيفاشي

عم الشاعر المقدم ذكره يحيى

هو الذي وفد على عبد المؤمن بن علي ملك المغرب ومدحه بالقصيدة المشهورة التي أولها:

ما هزّ عطفيه بين البيض والأسُلِ ... مثلُ الخليفة عبد المؤمن بن علي

قال عبد المؤمن لا ينشد بعده شيئاً وأمر له بألف دينار

[السكدلي من أهل قفصة]

قال وأنشدني للسكدلي في مدافع بن رشيد يهنيه بعيد النحر من قصيدة موسومة بالممدوح أولها:

خليليّ عوجا بي لتلك المرابع ... لنفسحَ بالسفحين درّ مدامعي

ولا تبخلا بالدمع علّ الذي بنا ... يبرّده سحّ الدموع الهوامع

منازل ساداتي ومغنى أحبتي ... وموضع أطرابي وخير مواضعي

به قد جنيت العيشَ غضاً وملبسي ... شبابي ومن أهواه غير ممانعي

ومنها:

ألا قاتل الله اللوى من محلة ... وقاتلَ دهراً باللوى غير راجع

يكاد فؤادي من تذكّره الحِمى ... وأهل الحمى ينقَدُّ بين الأضالع

ومنها في التخلص:

لقد ملكت روحي كما ملك العلا ... وحازَ الندى جودُ المليك المدافع

ومنها في المديح:

فما أنت إلا جوهرٌ قام ذاته ... بنور هدى من جوهر العدل ساطع

وراجيك موفور وشانيك هالك ... وأيامُك الدنيا بغير مضارع

[التراب السوسي]

من أهل سوسة، وهي مدينة بالقرب من المهدية، وتوفي بسوسة، قال: وأنشدني للتراب في مدح صاحب سوسة، الأمير جبارة بن كامل بن سرحان بن أبي العينين الفادعي العلوي الهلالي، من قصيدة:

سلّمْ على ذي سلَمِ ... مغنى الهوى المستغنم

وقفْ عليه سائلاً ... عن قاصرات الخِيَم

واستمطِر العينَ به ... صوبَ دموع ودم

فهذه أطلالُه ... مندرسات الأرسم

وهذه عِراصُه ... مستوحشات المَعلَم

كئيبة في حالة ال ... مُنفرِد المتيّم

لم يبق منهنّ الصبا ... ومغدقات الدّيم

سوى ثلاثٍ صائما ... تٍ قائماتٍ جُثّم

وأشعثٍ معفّر ... في بونها المهدّم

أضحت خلاء بلقعاً ... بَوالياً كالرّمم

ومنها:

وطالما عهدتُها ... خضرَ الرُبى والأكم

مأهولةً في زينة ... من نعَمٍ وأنعم

وللقيان حولها ... بمفصحات النّغم

لغالغ ما خُلِقت ... إلا لقتل المغرم

والغانيات كالدُمى ... يسحبن كل مُعلَمِ

من أبيض مفضّض ... وأخضر مُنَمنَم

من كل خَودٍ كُحِّلت ... مقتلها بالسقم

جبينها من قمر ... وفرعها من ظلم

تُريك في بنانها ... وكفِّها والمِعصم

رقماً من الوشي حكى ... رقمَ إهاب الأرقم

يفترّ عن مفلّج ... عذبِ الثنايا شبِم

حلو اللّمى وإنما ... لحظي جناه لا فمي

سقياً لأيامي بها ... وعيشِنا المنصرم

أيام غصني أخضر ... ولمّتي كالحمم

وقامتي قويمةٌ ... شبابُه لم يهرَم

وللهوى في خلَدي ... سرائر لم تُعلَم

والدهر لم يخطُ الى ... مساءتي عن قدم

ولا نهاني صاحبي ... ولا نهاني لوّمي

ثم انقضت عن سرعة ... أيامُ ذاك الموسم

كأنّني كنتُ أرى ... عيشي به في الحلم

يا رسم أحباب نأوا ... عن عاشق متيّم

إذا أباح شوقُهم ... عن شوقه المكتّم

تناثرتْ دموعُه ... عن سلكه المنظّم

أنعِمْ صباحاً واسلَمِ ... سُقيت نوءَ المرزم

<<  <  ج: ص:  >  >>