للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لم أمت من أسفٍ ... وحسرةٍ عليهمِ

كذبتُ في دعوى الهوى ... لست لهم بمغرم

ومنها:

كأنني بالوصل من ... نعمان لم أنعّم

ولم أبت ريّان من ... رشف عقار المبسم

في فُرُش وثيرة ... لم تفترش لمحرم

ومنها:

حتى تولى الليلُ في ... خميسه المنهزمِ

وأقبل الصباح في ... جحفله العرَمرَمِ

كأنه لما بدا ... يشرق تحت الظلم

وجه الأمير ابن الأمي ... ر الأكرم ابن الأكرم

جُبارة ابنِ كامل ... كهفِ الندى والكرم

العارض الذي إذا ... أخلف صوبَ الدّيم

سرت سحابُ جوده ... من غيثه المنسجم

وأمطرت من الحيا ... نهراً لكلّ معدم

الفارس الذي إذا ... أسرج كلّ شيظم

وسلّ كلّ مرهف ... وسلّ كلّ لهذم

واضطرمت نار الوغى ... وفرّ حامي الحرم

وافى على طاوي الحشا ... عبْلِ الشوا مسوّم

من الهلال مسرَج ... من الثريا ملجَم

تراه إن صاحب بهم ... تحت وطيس قد حَمي

تراكبوا من خوفه ... بعضاً على بعضِهمِ

وله من قصيدة على وزن قصيدة مهيار الديلمي: بكر العارض تحدوه النعامى:

بات بالأبرق برق يتسامى ... فجفا الجفنُ لمرآه المناما

طلعتْ رايتُه خافقةً ... خفقانَ القلب أمسى مُستهاما

يسحب السحبَ به في أفقها ... معصفاتٌ من جنوبٍ ونعامى

تحت ليل كسواد البيْنِ في ... عين منْ ذاب من البين سِقاما

فأعارتْه كراهاً مقلتي ... واستعادت منه للدمع انسجاما

ثم بتنا نتبارى لوعةً ... وبكاء ونرى النوم حراما

فإذا شبّ ضرامٌ في الدجى ... قدح الشوقُ على قلبي ضِراما

وإذا حيّا بغيث دمنة ... جدت بالدمع فأنسيت الرِّهاما

فتشابهنا بكاءً واضطراماً ... وتخالفنا اهتماماً واهتماما

أيها البارقُ قد هجتَ الى ... ساكن الأبرق شوقاً وغراما

وأذعتَ السرّ بالدمع الذي ... لم أُطقْ إذ فاض للحبِّ اكتتاما

ومنها:

بذمام الحبّ يا برقُ عسى ... لك علمٌ حيّهم أين أقاما

وعسى في السحب من ماء ثووا ... حوله من جرعة تبري سقاما

أنسوا عاماً فلمّا ملكوا ... رِقّ قلبي أوحشوا عاماً وعاما

واستمالوني بوصلٍ في الهوى ... فكما ملت رأوا وصلي حراما

بعثوا العرف فأذكى لوعتي ... وسنى البرق فأبكاني سجاما

فكأنّ البرق سيفٌ ضارب ... وكأن الديم دمعي حين داما

ومنها:

وإذا هبّتْ صباً قلت لها ... بلّغي يا ريحُ من نهوى السّلاما

عُجْ شوامي السحب تحدوه الصبا ... مثلَ ما تحدو يد الحادي السّواما

فاسقِ أوطاناً بعلياء الحمى ... وابلَ الودق وجيراناً كِراما

دِمَناً جرّرْتُ أذيال الصبا ... والتّصابي في مغانيها غلاما

ومنها:

وعليها قام لي عذرُ الهوى ... في عَذارى كاليواقيت اليتامى

كبدور التمّ حسناً وبها ... وغصونِ البان ليناً وقواما

يتدللن فيورثْن الضّنا ... ويواصلن فيشفين السّقاما

ومنها:

خلّ أوصاف التصابي والصبا ... والمغاني والغواني والنّدامى

وانقلِ الهزلَ الى الجدّ ولا ... تلْهُ عن أوصاف من ساد الأناما

من إذا أبصرتَه أكبرته ... وإذا خاطبت خاطبت هُماما

وإذا استصرختَه في حادث ... فعلى الحادث جرّدتَ حساما

مقبل القلب على سُبْلِ الهدى ... معرض عن كل ما جرّ الأناما

<<  <  ج: ص:  >  >>