لم يَشْقَ بحُكْمه الذي فيّ نَفَذْ ... لو رَدّ إلى المحبّ ما منه أَخذ
[الراء]
وقال:
وأَهيفِ القدِّ سهل الخد أَسمر كال ... خَطِّىّ صِرتُ به بين الورى سَمَرا
إنّ القلوب لتَهواه وما برِحت ... منه على خطرٍ إِن ماس أَو خَطَرا
وكان غير عجيبٍ من ملاحته ... أَن يجمع الحُسْنُ فيه الغُصْنَ والقمرا
عاثتْ لِحاظُكَ في بُستانِ وَجْنَتِه ... فقام مُفْتَرِساً باللَّحظِ مُنْتَصِرا
وقال لي القلبُ لمّا صار في يده ... هذا الذي لُمْتني فيه فكيف ترى
دَعْني أُهَتّكُ سِتري في مَحّبته ... وما أُبالي ألآمَ الخَلْقُ أَم عَذَرا
وقال من قصيدة:
وأَشهى ما إِلىَّ إذا أَضاءَت ... سماءُ الكأْس من شمس العُقارِ
وأَغْيد مثل مَتْن الرِّيح لِيناً ... تَفُلّ جُفونُه جَفْنَ اصطباري
كأَنّ بخدّه ماءً وناراً ... تولّد منهما ليلُ العِذار
وتَسْكَر مُقْلتَاه براح فِيهِ ... ففي لحظاته أَثر الخُمار
سقاك على تورُّد جُلَّنار ال ... خدود مُدامةً كالجُلنَّار
ومنها في المديح:
أَفِرُّ إِليك من وَشَل العطايا ... وأَسْبح من نوالك في الغِمار
وإِنكمُ إذا طلَعت نجوم الْأ ... سّنة في دُجى ليل الغُبار
لَآباءُ المكارم والمعالي ... وأَبناء الضَّراغِمَة الضّواري
فأَنت الشمس لم يكْفُرْك ليلٌ ... دَجا والبدرُ جَلّ عن الِسَّرار
وقال، وقصد أن لا تخلو كلمةٌ من صاد وكلمة من سين، وفي الأبيات تعسف:
تُصْغي لتستمع اصطِخا ... بَ لسانه الصُّمُّ السَّوادِرْ
وَصَل السَّجاحَة بالصَّبا ... حِة سالبٌ بالصوتِ ساحِرْ
صَلَتان يَسْتَثْنى لعْصم ... ته وسيرته الخَناصر
ساعٍ لمصلحة المُجا ... لس والمُصاحب والمُسامِر
مُتَوَصِّلٌ سرَّ الصد ... يق وآسِفُ الخَصْمِ المُساورِ
وَلَصيتُه السامي الصّفا ... ت بسائر الأمصار سائر
صَدَقَتْ فِراسةُ واصفيه ... فسَلْ بمُصْمي السهم ناصر
نِدْسٌ بصائب حِسِّه انْت ... صر السَّوالف والمُعاصِر
وَسَما بأَخْمَصِه سما ... ءَ الخالصين سَنا العناصِر
وقال من أبياتٍ يصف المطر ووقوعه على الماء:
والغيثُ منسكِبٌ كأَنّ حَبابه ... دُرٌّ يُبَثُّ على المياه وُيْنَشرُ
فحسِبْتُ أَنّ الروض منه مُنَوِّرٌ ... والأَرض غَرْقى والغدير مُجَدَّر
وقال من قصيدة:
أَلآلٍ ضَواحِكٌ أَمْ ثغورُ ... وليالٍ حَوالِكٌ أَمْ شُعورُ
وشمُوسٌ من القَراطق تبدو ... سافراتٍ وجوهُها أَم بدور
كتَمَتْها الخدُور عنّا غداةَ الب ... ين يا حُسْنَ ما كَتَمْنَ الخُدور
وتراءتْ لنا فَخِلْنا بأَنْ قد ... وُشِّحَتْ بالثُّغور منها النُّحور
حاسرات سُجْفَ الأَكِلَّة تيهاً ... ولها من قَنا الوشيج سُتور
ومنها:
وقفوا للْوَداع والَأرضُ من ثِقْ ... ل التّشاكي يوم الفِراق تمورُ
ثم ساورا والعيسُ من وَلَه البْي ... ن على أَنْفُسِ الكُماةِ تسير
آه يا مُلْبسي السُّهادَ لِمَنْ بَعْ ... دَهُمْ حُلَّةَ الرُّقاد أُعير
كدّر العَيْشُ عيشتي واللّيالي ... رُبّما شابَ صَفْوَها التكدير
ومنها في المدح:
صاحَ بالسيف مُصْلَتاً في الأَعادي ... فأَجابته هامُها والنُّحورُ
ولو أنّ الأرواحَ تُعْطى أماناً ... منه كانت خوفاً إليه تطيرُ
وكأَنّ الطُّلى تفاريد لفظٍ ... وكأَنّ السّيوف فيها ضمير
وقال، وقد أوردت هذه الأبيات لبعض المغاربة فوجدتها في ديوان ابن قسيم: