هذا وكم لي أرَاك تنصحُه ... فما ثنى من عِنانه النُّصْحُ
لكنه ينطوي على حُرَقٍ ... لِنارها في فؤاده قَدْح
وكلما زُيِّن السُّلُوُّ له ... قال أَعنديَ يَحْسُن القُبْح
ويا مُمِيتي بالهجر حَسْبُك قد ... أَتْعَبَني قصدُك الذي تنحو
وكان مَزْحاً هواك أَمْسِ فيا ... هَوْلة ما جرّ ذلك المَزْح
ومنها في وصف فرس:
ومُقْرَبٍ لو أَعرتَه اللَّمْحَ بالعي ... ن كبا في غُباره اللَّمْحُ
على الدُّجى منه مَسحةٌ وعلى ... مَتْن الضيا من يمينه مَسْح
أَغرّ، صافي الأَديم أَدهم لا ... يخجل إلّا من لونه الجُنِح
كأَنما قُدَّ جسمه من دُجا ال ... ليل ومنوجهه بدا الصُّبح
قصّر عن شأوه الجِياد كما ... قصّر عن مَكْرُماتك المَدْحُ
ومنها في المدح:
كأَنني البُحتِريُّ أُنْشِدِه ... وهو على عِظْم شأنه الفتح
فكلُّ مجدٍ لمجده تَبَعٌ ... وكلُّ طَوْدٍ لِطوده سَفْح
ومنها:
قد كنتُ خرباً للدهر قبلُ وفي ... أَيّامه تم بيننا الصُّلْح
ومنها:
فاْسلم فأَنت السواد من مقلة الدّ ... هر ومن بَيْضة العُلى المُحّ
وقال من قصيدة:
سَلْه مِنْ سُكْرِ الهوى كيف صَحا ... فسقى الدَّمْعُ الجفونَ القُرَّحا
زاده في الحبّ وَجْداً بكم ... لائمٌ لام عليكم ولحا
فاستلذّ الهجر واستدنى النّوى ... وارتضى السُّخْط وخان النُّصَحا
وسقى الأَطلالَ مِن أَجفانه ... مَدْمعاً لولاكمُ ما سفحا
لا رَعاهُ الله إن مال إِلى ... سَلْوَةٍ بعدكمُ أو جَنَحا
وصحيح الشَّوْق مصدوع الحشا ... نَطَق الدَّمْع به فافتضحا
بات لا يطرُقُه طَيْفُكمُ ... ربَّ طَيْفٍ ضَلَّ لمّا سَنَحا
وقال من أبياتٍ في وصف كتاب:
حَيِّ كتاباً فَضَضْتُ خاتِمَه ... عن مثل وَشْي الرّياض أَو أَملحْ
يا كرّم الله وجه كاتبه ... عرّض لي بالجَفاء أَو صَرَّح
شحّ بأَلفاظه وخاطِرُه ... بالدرّ من كلّ خاطرٍ أسمح
حتى أَتاني كتابُه فشفا ... كلَّ فؤادٍ بِبَيْنِه مُقْرَح
[الدال]
وقال من قصيدة:
وَحَقِّ الهوى لا خُنْتُ ميثاق عهدِهِ ... وإِني لأُغري من فُؤادي بوجدهِ
وخَلْفَ الثنايا الغُرِّ ما يَبْرُدُ الجَوى ... ويَذْهب من جَمْرِ الغرام بوَقْدِه
ومنها:
وَحَيٍّ على الماء النّميرِ طرقْتُه ... وقد مَلَّ ساري الليل من طُول وَخْدِه
فلم تر عيني والخيامُ كأَنّما ... تُزَرّ على غِزْلان خَبْتٍ وأُسْده
بأَصبرَ من قلبي على فَقْدِ صبره ... ومني على فَقْد الحبيب وبُعْده
ومنها:
وقد كان مفتوناً بمُرْسَلِ صُدْغه ... على وَجْنَةٍ كالبدر ليلةَ سَعدِهِ
فلما رأَت أَن ليس في حِمْص عَقْرَبٌ ... مَواشِطُه أَخْفَيْنَ عقرب خدّه
وَقُلْن لساقيها ودُرُّ حَبابها ... مُوَكَّلَةٌ أَيدي المِزاج بنَضْده:
أَأَنْتَ أَعرتَ الكأْسَ واضحَ ثغره ... أَمِ انتثرت فيها فرائد عِقده؟
وقال من أخرى:
هذا الفِراق وأَنت شاهُدُه ... فإِلامَ تكتمُ ما تكابِدُهُ
خَلِّ السُّلُوَّ لمن يَليق به ... ولْيُبْدِيَنَّ هواكَ جاحِدُه
فالبيْنُ ما ظهرت علائمه ... والحبّ ما نطقت شواهده
ومنها:
ولقد رقَبْتُ الطَّيْفَ أَسأَلهُ ... عنكم فما صدَقت مواعدُهُ
والمستمرُّ على قطيعتهِ ... في الحبّ فاسدةٌ عقائده
ومن العجائب أَن يَزيد به ... داءُ السَّقام وأَنت عائده