وله فيه من أخرى مطلعها:
تبيّن من سرّهِ ما كتَمْ ... فلاحَ كنارٍ بأعلى علَمْ
ومنها:
ظننتُ الشّبابَ يفي إذ أتى ... فلم يكُ إلا خيالاً ألَمْ
وكلّ جناحِ دُجى حالك ... فأنجَمَ عن فلَق قد نجَم
ووافى المشيبُ فأهلاً به ... ولكنّه زائدٌ في الهرَمْ
ويوجِبُ ضعف القُوى والهوى ... ويبعثُ في كل حينٍ ألمْ
ومنها:
وما زال يقْفو زمانٌ زماناً ... فإمّا بحمْدٍ وإما بذَم
ولكنّ هذا الزّمان استقام ... ولولا السّياسةُ لم يستقم
لسيّدِ تغلِبَ لاحتْ له ... أناة وكفّ وقدماً ظلم
ومنها:
عميدٌ لدولة خيرِ الورى ... بذكراهُ قد طابَ نشرٌ وفمْ
وقد سكنتْ عينُ أعدائِه ... كما سكن الفعلُ جزماً بلَمْ
فليستْ على فمِ ذي البُخْلِ لا ... بأولى على فمِه من نعَمْ
ومنها:
سلِ العَضْبَ عنه تجدْ مخبِراً ... فُلولاً به من قِراعِ البُهَمْ
ويشكو امتلاء بما قد غذاهُ ... فيرعفُ في كل حينٍ بدَمْ
[اسماعيل الطليطلي]
وهو مستثنى في هذا الباب.
وجدت له في مجموع:
ودون البراقعِ معكوسُها ... تدبّ على وردِ خدّ نَدي
تُسالمُ في قُربِها خدّهُ ... وتلسعُ قلبَ الشّجي الأبعَد
[عبد الودود الطبيب الأندلسي]
من بلنسية بالأندلس هاجر الى العراق وخُراسان وعرف عند السّلاطين في عصر السلطان ملِكْشاه وهو الذي يقول فيه بعض أهل العصر وقد ضمن شعر المتنبي أنشدنيه الشيخ عبد الرحيم بن الأخوة:
عبد الودود طبيب طِبُهُ حسن ... أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا
لولا تطببه فينا لما وجدت ... لها المنايا الى أرواحنا سبلا
وأنشدني الأمير جمال الدين ابن الصيفي سنة ثمان وستين لعبد الودود بيتين يكتبان بالذهب على بيضة النّعام وكان يستحسنهما:
قبيح لمثلي أن يُحَلّى بعسجَدٍ ... وألبسَ أثواباً وملبسي الدّرّ
ولو كنتُ في بحرٍ لعزّتْ مطالبي ... ولكنّ عيبي أنّ مسكني البر
[أبو هارون موسى بن عبد الله]
ابن ابراهيم بن محمد بن سنان بن عطاء بن عبد العزيز بن عطية بن ياسين بن عبد الوهاب بن عاصم القحطاني المغربي الأغماتي.
وأغمات آخر مدينة بالغرب عند السوس الأقصى بينها وبين بحر الظلمات مسيرة ثلاثة أيام.
رحل موسى الى مصر، والحجاز، والعراق، والجبال، وخراسان. وأقام بنيسابور مدّة يتفقه على أبي نصر القشيري، وببهارى على البُرهان. قرأت في تاريخ السّمعاني يقول:
ذكره أبو حفص عمر بن محمد النّسفي اليخشبي في كتاب القَند في ذكر علماء سمرقند وقال:
موسى بن عبد الله الأغماتي قدم علينا سنة ست عشرة وخمسمائة وهو شاب فاضل، فقيه، مناظر، بليغ، شاعر. وفيه قلت:
لقد طلع الشمسُ من غربِها ... على خافِقَيْها وأوساطِها
فقلت: القيامةُ قد أقبلتْ ... فقد جاء أوّل أشراطِها
قال وفيه قلت:
سرّ قربُ الشيخ موسى ... كلّ قلبٍ كان يوسى
ومحا الهمّ كما يم ... حو شُعور الرّاس موسى
قرأت في كتاب السّمعاني: أنشدنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي السّعدي بسمرقند، أنشدنا عمر بن محمد اليخشبي، أنشدني موسى المغربي لنفسه مما قاله بنيسابور:
لعمرُ الهوى إنّي وإن شطّتِ النّوى ... لذو كبِدٍ حرّى وذو مدمعٍ سكبِ
فإن كنتُ في أقصى خُراسانَ نازحاً ... فجسميَ في شرقٍ وقلبي في غربِ
أبو محمد عبد الله بن يحيى بن محمد بن بهلول
السرقسطي الأندلسي
وسرقسطه من بلاد الأندلس