للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في وصف فرس أغرّ محجّل، وقد أجاد:

لبِس الصُبحَ والدُجُنّةَ بُرْدَيْ ... نِ فأرخى بُرْداً وقلّص بُرْدا

هذا البيت أنشدنيهِ غيرُ واحدٍ عنه.

وله:

وإنّ شباباً للغواني مُسالماً ... الى النّفس خيرٌ من مشيبٍ مُصانعِ

تفرّقتِ الألاّفُ والحُبّ واحدٌ ... كما الأذُن أذنٌ وهْي شتّى المسامعِ

وله:

خليليّ صبغُ الليلِ ليس يحولُ ... وما للنّجومِ الطّالعاتِ أفولُ

خليليّ قُوما فانظُرا هل لديكما ... لقلبي الى قلب الصّباحِ رسولُ

لعلّ به مثلَ الذي بي من الهوى ... فتُخفيه عنّي دِقةٌ ونُحولُ

ولما التقينا بين لُبنان فالنّقا ... وقد عزّ صبرٌ يا أميْمُ جميلُ

ولاحت أماراتُ الوداعِ وبيننا ... أحاديثُ لا يشفى بهنّ غليلُ

بكيتُ الى أنْ حنّ نِضْوي صَبابةً ... ورقّ وَجيفٌ للبُكا وذَميلُ

وقال الهوى للبَين فيه بقيةٌ ... وقال الغواني إنّه لقَتيلُ

وأنشدني الشيخ أبو المعالي الكتبيّ، قال: أنشدني أبو عليّ بن الأخوة لنفسه:

أنا الحمامة غنّت في فضائلكم ... فكيفَ أرحلُ عنها وهْيَ بستانُ

أخذه من قول ابن الهبّارية:

المجلسُ التّاجيّ دام جمالُه ... وجلالُه وكمالُه بستانُ

والعبدُ فيه حمامةٌ تغريدُها ... فيه المديحُ وطوقُها الإحسانُ

وله:

وشاعر تخدُمُه الأشعارُ ... له القوافي العونُ والأبكارُ

فُرسانُه قد أنجدوا وغاروا ... في كلّ غارٍ لهمُ مَغارُ

ومنها في غاية اللطف:

أينَ أُهَيلوكِ الألى يا دارُ ... يبقى الأسى وتنفَدُ الأوطارُ

وقرأت بخطّ السّمعاني أبي سعد: أنشدني الفرج بن أحمد لنفسه:

ما لي وللدّهر لزّتْني إساءتُه ... كما تُلزّ الى الجرباءِ جرباءُ

أساوِدٌ من مساويه تُناقشني ... إن فُهْتُ بيضاء فاهت منه سوداءُ

والحظّ يرفعُني طوراً ويخفضُني ... كأنّني من قَوافٍ وهْوَ إقواءُ

وبخطّه: أنشدني لنفسه من قصيدة:

نعم هذه الدارُ والأنعُمُ ... أتُنجدُ يا قلبُ أم تُتهِمُ

وقد يستفيقُ هوىً لا يُفيقُ ... ويشقى الفتى مثلما ينعَمُ

وقفنا وقد ضرعَتْ للنّوى ... مدامعُ لو أنّها ترحَمُ

وفوق الرِّكابِ غُلاميّةٌ ... كما ذُعِر الشّادِن المِرجَمُ

تصابِحُ روضاً كأنّ الحبي ... رَ والوَشْيَ من حوْكه يُرقَمُ

بكت لؤلؤاً كاد لو أنّه ... تماسَك في جيدِها يُنظَمُ

وشتان ما بيننا في البكا ... ودمعُك ماءٌ ودمعي دمُ

فقالَ الهوى لدواعي الغرا ... مِ إنّ بنا هلَكَ المغرَمُ

من الرّكْبِ تلوي سناتُ الكرى ... رقابَهمُ كلّما هوّموا

يناجون بالمُقَل الفاترا ... تِ سماءً مسامعُها الأنجمُ

يقصّون من لفَظاتِ الجفو ... نِ أحاديثَ لو أنّها تفهمُ

وله من قصيدة:

دمي الذي صار مسكاً في نوافجها ... فكيفَ تنفِرُ عنه وهْيَ غِزلانُ

ومنها:

روضاتُ حسنِك في عينيّ مونِقةٌ ... تسقى بماء جفوني وهْيَ صِنْوانُ

[مقدار بن بختيار أبو الجوائز المطاميري]

شاعر الدولتين: المستظهرية، والمسترشدية. ومدح صدَقة. وكان له قبول عند الأماثل، خاصّة عند جمال الدولة إقبال الخادم المسترشديّ.

أبو الجوائز مقدار ساعده المقدار في الأمور، ورُزق جوائز الأكابر والصدور.

وسمعت أنّه كان يحبّ الخمول، ولم يزل خلَق الثّياب.

شعره رقيق، بالثّناء عليه حقيق.

وقد سارت له هذه القطعة، أنشدنيها، وهي:

ومجدولةٍ مثلِ جدْلِ العِنانِ ... صبوتُ إليها فأصبَيْتُها

إذا لام في حبّها العاذلا ... تُ أسخطتُهُنّ وأرضيتُها

<<  <  ج: ص:  >  >>