للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندما اعتاضَ أهلُها من سُعودٍ ... بنُحوسٍ ومن حياةٍ بهُلْكِ

ويكِ نفسي أترتَجين سُلوّاً ... بعدما قد تمكّن الحزنُ منكِ

كل خطبٍ أتتْ به نوَبُ الده ... رِ يسيرٌ بجنْبِ مصرَعِ زَنْكي

بعدما كاد أن يدينَ له الرّو ... مُ ويحوي البلادَ من غير شكّ

له من قصيدة في الهزل:

فديتُ قَذالَه ما كان إلا ... له جَلد على وقْعِ الأكفّ

وأصلبُ منه رأساً ما رأينا ... تُقاسي ما قليلٌ منه يكفي

وكانوا كلّما صفعوه ألْفاً ... أبى إلا مغالطة بألفِ

ولا يرضيه منهم ذاك حتّى ... يحابوه ببرطاش وخفّ

وله وقد زُيِّن سوق دمشق وعُلِّق سَبُعٌ على رمح:

يا رُبّ سوقٍ مزيّن حسن ... جُزتُ به والنّهارُ منسلِخُ

رأيتُ من فوقِ بابه سبُعاً ... يدخلُ فيه الهوا فينتفخُ

وله من قطعة:

وللمنايا مواقيت مقدّرة ... وذاك حُكم جرى في سالف الأبدِ

ولم تزلْ أسهُمُ الأقدار صائبة ... ولا سبيلَ الى عقلٍ ولا قوَدِ

وله من قصيدة:

ألا رُبّ وغدٍ قوّمَ الموتُ درّه ... كما أخرجت ضِغْنَ الشموسِ المهامزُ

وقِدْماً رأينا اللؤمَ يفضح أهلَه ... وتشهَد للقوم الكرام الغرائز

وفي الناس محظوظٌ سعيد ومُدبِر ... وفيهم إذا فتّشتَ ضانٌ وماعز

وله يرثي كلباً من قصيدة:

كان ذا ألفةٍ بنا وحِفاظ ... لم يكن فيه خصلة مذمومه

لم يزلْ دائماً يبصبِصُ للضي ... فِ فاعتدّ ذاك منه غنيمه

لو يباحُ الفداءُ فديناهُ بالنفس ... وإن لم تكن له النّفسُ قيمه

لو تأمّلتَه لراقَك حُسْناً ... وتمنّيت أن تكون نديمَه

إنّ هذا الزمانَ شيمتُه الغدرُ ... قديماً والغدْرُ أقبحُ شيمَه

وله، وكان ابن منير الشاعر بشيزر، وأراد أبو الوحش الأديب السفر إليه، فسأل أبا الحكم أن يكتب أبياتاً إليه في حقه فكتب:

أبا الحسين استمعْ مقالَ فتًى ... عوجِل فيما يقول فارتجَلا

هذا أبو الوحش جاء ممتدِحاً ... للقوم نوِّهْ به إذا وصَلا

واتلُ عليهم بحُسنِ شرحِك ما ... تلوتَه من حديثه جُمَلا

وخبِّر القومَ أنّه رجُل ... ما أبصرَ الناسُ مثلَه رجُلا

ينوبُ عن وصفه شمائلُه ... لا يبتغي غاقلٌ به بدَلا

ومنها:

وهو على خفّةٍ به أبداً ... معترفٌ أنّه من الثُقَلا

يمتّ بالثّلْب والرّقاعة والسُخْ ... فِ وأمّا بما سواهُ فلا

إن أنتَ فاتَحتَه لتُخبِر ما ... يصدُر عنه فتحتَ منه خَلا

فسُمْه إنْ حلّ خطّة الخسف والهو ... ن ورحِّبْ به إذا انتقَلا

واسقِه السمّ إن ظفرت به ... وامزجْ له من لسانكَ العسَلا

وله مقصورة هزلية في الشعراء وطردية، واقتصرت على ما كتبته.

الشيخ أبو محمد

عبد الله بن محمد بن المغربي الأندلسي

له في عميد الدولة بن جهير من قصيدة:

لا زال مجدُك يكبت الحُسّادا ... ويُبيرُ من ناوَى وصدّ عِنادا

ويُعيدُ أرواحاً أبتْ لنوائِبٍ ... دارتْ بها أن تصحبَ الأجْسادا

لله أيام بقربك أنعمت ... ما ضرّها إنْ لمْ تكنْ أعيادا

راقتْ محاسنُها وطاب نعيمُها ... فأتى الزمانُ حدائقاً وعِهادا

أسفي على زمنٍ مضى في غيرها ... يا ليتَ ذاهبَه استعادَ فعادا

مَن مبلِغٌ عنّي الأحبّةَ إذ نأتْ ... أوطانُهم والمعشرَ الحُسّادا

أنّي وجدتُ الجوّ طلْقاً بعدهُمْ ... والماءَ مصقولَ الأديمَ برادا

وقرَرْتُ عيناً في قرارة ماجدٍ ... بطباعهِ يستعبِد الأمجادا

وحللتُ في كنَفِ السّيادةِ فانثنى ... زمني وعاد المنصفَ النّقادا

<<  <  ج: ص:  >  >>