للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسقَوْني منه حتى صِرتُ من ... سكرتي أَحسِبُ مُهري أَرْنبا

ومنها:

إِن من قد عابها من بعد ما ... عُتِّقتْ في دَنّها لي حقبا

يَحْتسيها عند ريْعان الصِّبا ... ويُخلِّيها إِذا ما اضطربا

كالتي في رمضان لم تَصُمْ ... بَلَهاً منها وصامَتْ رَجَبا

قُلْ لعبد القيْس يا أَكرَمَ مَنْ ... مَدَّ كفاً بحبِاء واحتبى

فارسَ الخيلِ إِذا ما ركبا ... أَكرمَ الناسِ إِذا ما وهبا

أَصبحتْ نَجران لي مُرْتَبَعاً ... والمَدانِيّون أُماً وأَبا

في بهاليلَ صَحَوْا أَو سَكرِوا ... أَكرمونا وأَهانوا الذَّهبا

وقال في علي بن محمد الصليحي لما قتله سعيد بن نجاح من قصيدة، وقد ارتجالاً:

زيكرت مِظَلَّتُه عليه فلم تَرُحْ ... إِلاّ على الملك الأَجلّ سعيدِها

كان أَقبحَ وجههَ في ظِلّها ... ما كان أَحسن رأْسَه في عودِها

سُودُ الأَراقِم قاتلت أُسدَ الشَّرى ... يا رَحْمتي لأسودها من سُودِها

ولما طلب بسبب هذه الأبيات هرب وقال من قطعة، وعنى الصليحي:

قَتَلَتْهُ حرّابةُ ابن نجاحٍ ... وطلبتمْ بثأْره العثماني

وله:

ما العيشُ إِلاّ كاعبٌ وعُقارُ ... وأَكارمٌ نادمتُهمْ أَخيارُ

قُمْ فاسقني بالكأْسِ من تلك التي ... أَهلُ النُّهُى في وَصْفها قد حاروا

واشرَبْ ولا يَلْحقْك خوفُ عقوبة ... فيها فَرَبُّ حِسابها غَفّارُ

خُذْها فإِن حَلَّتْ نَجوْتَ وإِن تكنْ ... حَرُمَتْ، لمحو ذُنوبها استغفار

لا تصرفوا عنّي الكبير فإنّ لي ... في شُرب كأس كبيرها إِكبارُ

وسلافَةٍ من بيت ذاتِ سَوالفٍ ... بجفوننا وجفونها أَسرارُ

لو كان فيها رِيبةٌ ما كان في ... جَناتُه منها لنا أَنهارُ

ومن مديحها في بني عبد المدان:

وأَخافني مَلَكي فلمّا زُرتُهمْ ... أَصبحت أَقصِد مثلَهم وأَزارُ

الشيخ إسماعيل بن محمد المعروف ب

ابن البوقا

وزر لجياش بن نجاح ثم للملوك من أولاده من بعده وهم الفاتك والمنصور وعبد الواحد بنو جياش، وما منهم إلا من قدمه، وعظمه، وأكرمه، وكان في نفسه سيداً رئيساً جليل القدر، واسع الخير، سمحاً بماله وجاهه، وما في الكرماء إلا من لم يضاهه، مأمون الغائلة ميمون الشان، طاهر المحضر والصدر واللسان، حكى عمارة أنه لقي أولاده سعيداً وسعداً وعبد المفضل وعبد المحسن بزبيد ولهم النباهة والوجاهة، وبعد الصيت الذي زينته النزاهة، وشعر أبيهم إسمعيل كثير يتغنى بغزله رشاقة، ويتمثل بجزله وثاقة، فمن غزله قوله:

عند رَوْضِ الربيع لي أَوتارُ ... تقتضيها الصهباء والأَوتارُ

وله مطلع قصيدة يخلص فيها إلى مدح يحيى بن حمزة السليماني.

يا طاويَ الفَلَوات طَيَّ المدرجِ ... عُجْ نحو مُنْعَرج الكَثيب وعَرِّجِ

وشعره طيب حسن، وهو كثير موجود باليمن.

[بنو أبي عقامة]

يذكر العماد في الصفحات التالية تراجم أربعة من بني أبي عقامة، وهي أسرة توارثت القضاء أجيالاً في زبيد، ويرتفع نسبها إلى مالك بن طوق التغلبي، وأحد أجدادها محمد بن هارون كان أول القضاة بزبيد وقد جاءها أيام المأمون في خبر يرويه كثير من الإخباريين، هذا تفصيله:

<<  <  ج: ص:  >  >>