وإِنيَ بالبرِّ اليسير مُوَاجِهٌ ... وإنك بالفضل الكثير مواجهي
الشريف أبو محمد
الحسن بن الشريف الجليس
وجدت في ديوان أبي عبد الله بن هانىء مكتوباً قطعة كتبها إليه ابن الشريف الجليس في جواب شعر له:
أَهديتَ لي منكَ شعراً ... كما تجلَّتْ عقودُ
فلستُ أَدري بماذا ... أَجزيك عما تجود
لأنَّ رفدِي إِذا ما ... أَجْزَأْتَ شيءٌ يَبِيدُ
وإِنَّ شكركَ فضلٌ ... مع الزمانِ خَلُود
عليَّ كلُّ مزبدٍ ... وما عليك مَزِيد
تم شعره.
[أبو التقي صالح بن الخال]
وجدت له في ديوان أبي عبد الله بن هانىء قصيدة كتبها إليه وهو موعوكٌ يقتضي زيارته، منها:
يا ناقضاً في قوافيه عُرَى النَّقْضِ ... يُنير مُسْوَدَّها منه بمُبْيَضِّ
قل لابن هانيْ عن ابن الخال محتسباً ... مما يؤدِّيه نَفْلُ القول للفَرْض
أمسيتَ بدرَ نجومِ الشعرِ أَجمعَ مُذْ ... أَصبحتَ لي نَيِّرَ الآدابِ في الأرض
فاجنحْ لزورةِ شِلْوٍ مُشْحَنٍ وصِباً ... أَلهى انتظارُك بعضاً منه عن بعض
لا ترجُ لي في تلافي مهجةٍ سبباً ... فإنه إنْ تراخى خفتُ أن أَقْضِي
ومنها:
أُخَيَّ لا تتقاضاني مكافأةً ... على يدٍ عُضِلَتْ عن مُنْتَهى النَّهْض
ومنها:
إن القطوعَ إذا استولتْ على أَحدٍ ... رمتْه في سائر الأحوال بالبُغْضِ
سل كاسراتِ صروف الدهر هل سَلِمَتْ ... جُنُوبُها حين عضَّتني من العضِّ
إن النوائبَ لما آثرت عَرَضي ... سامَحْتُهُنَّ به بُقْيَا على عِرْضي
لا تأمَنَنِّي وإن دارت دوائرُها ... عليَّ بالجور أن أَمْضِي كما تمضي
أَقْسَمْتُ لو يَمَّمَتْ حُمَّايَ منكَ حِمىً ... ما خاضَ إِنسانُ عيني جَدْوَلَ الغُمْض
لا يُحْرِجنَّك تحريكي لمأْثُرَةٍ ... نسيمُ برقِ عُلاها صادقُ الوَمْض
فالعَضْبُ للهزِّ قبل الضرْب مُفْتَقِرٌ ... والسهم يحتاجُ قبل الرمي للنَّبْضِ
إذا انبساطيَ لم يُحْدِثْ مُجَاذَبَةً ... للقبضِ منك وهبتُ البسطَ للقبض
هب ذنبَ عَتْبِيكَ للحمَّى فإنَّ لها ... وساوساً لدواعي المسِّ قد تُفْضِي
فأجابه أبو عبد الله بن هانىء عنها بقصيدة منها:
لبيك لبيك من داعٍ إلى فَرْضِ ... يدعو فأقضي وفرضُ الحجِّ ما أَقضي
إن كان جفنُ ودادي عنك غَمَّضه ... ما قد زعمتَ، نَبَا جفني عن الغُمْض
لكن أصابك أمرٌ لو علمتُ به ... مضتْ تَعُودُكَ روحي قبل أن أَمضي
فكيف أصبحتَ من عَظِّ الزمان فقد ... أصبحتُ بين نيوب الهم في عَضِّ
ومنها:
الله يعلم أني مذ علمتُ بما ... حُمِّلْتَ أَبْكي بقلبٍ فيك مُرْفَضِّ
كأَنما الأرضُ ضاقتْ بي مذاهبها ... وهْيَ الرحيبةُ بين الطول والعرض
أُمْسِي وأُضحي ولا أَنْفَكُّ مضطرباً ... كأَنَّ جسميَ عِرْقٌ خافق النبْضِ
قد فُضَّ جَمْعُ غرامي فيك عن كبدي ... فما لجمعِ همومي غيرُ مُنْفَضِّ
إن تستفقْ فظلامي أبيضٌ يَقَقٌ ... أَوْلا فثغرُ صباحي غيرُ مبيضِّ
ومنها:
وكيف ما خافتِ الحُمَّى أَمَا خَشِيَتْ ... من مِقْوَلٍ كذباب السيف إذ يمضي
ومنها:
أو صادفت فيكَ نار الهمِّ فانجذبَتْ ... والجنسُ بالجنس مُسْتَدْنٍ ومُسْتَقْضِ
والخطبُ طِرْفٌ جموحٌ لا لجامَ لهُ ... يأتي الكريمَ بلا سَوْطٍ ولا رَكْضِ
فلا يروِّعْكَ ما تلقاهُ من أَلَمٍ ... فكلُّ سُهْدٍ إلى طيبِ الكَرَى يُفْضي
وذكر أنه أرسلها إليه، وتوفي ابن الخال بعد أيام يسيرة.
[أبو الفخر الإسناوي]
له في مرثية أبي التقي ابن الخال: