قضيبُ لُجَيْنٍ نَوَّرَ الوَرْدُ فوقَهُ ... ولكنَّهُ ما شَقَّ عنهُ كمامَهُ
أرى الحِبَّ دِيناً والمحبِّين أُمَّةً ... وصُدْغَيْه مِحْراباً وقلبي إِمَامَهُ
لدى وَجْنَةٍ قد حُطَّ للشَّعْر فوقها ... مِجَنٌّ على نونٍ يعانقُ لاَمَهُ
ومن شعره:
قد غارتِ الصهباءُ منك بوجنةٍ ... خجلاً فعادت للبنان من الفَمِ
ومنها في المدح:
إنا لنطلبُ من سواهُ سَمَاحةً ... كالشَّهْدِ يُطْلَبُ في مُجَاجِ العَلْقَم
وإذا رجوتَ من البخيل يَداً فقد ... طالَبْتَهُ بلزومِ ما لم يلزَمِ
ومن شعره:
يا كعبةً لِي خالها ... محَجَرٌ لو انِّي أَسْتَلِمْ
ومن شعره:
رَشَأٌ تعلَّق خَصْرُهُ من رِدْفِه ... فَهُوَ الظلومُ وخَصْرُهُ المَظْلومُ
ومنها:
لا تستبينُ كأنَّما أَرواحها ... خُلِقَتْ وما خُلِقَتْ لهنَّ جسوم
ومن شعره في وصف الفرس:
هل يُدْنيَنِّي من جَنَاب خيامها ... بَرْقٌ تقلَّد جيدُه بعنانِ
ومنها في صفة السيف:
ومهَّندٍ متمّوجٍ متضرِّمٍ ... من صفحتيه بغمدهِ فَجْرَانِ
عَضْبٌ ترقرقَ ماؤه في نارهِ ... فَعَجبْتُ كيف تَأَلَّفَ الضِّدَّانِ
يَنْدَى ويَدْمَى تارةً فكأنما ... لَمَسَتْ مضاربَهُ يَدَا رِضْوَانِ
ومنها:
وتَسُلُّ أيدي الدارعين قَوَاضِباً ... مثل الجداول سِلْنَ من غُدْرَانِ
ومن شعره:
وأحْسَنُ من قُنُوِّ خضابِ خودٍ ... دَمٌ يَحْمَرُّ في زُرْقِ السِّنَانِ
ومن شعره:
فإن كان بعضُ الناس مشتبهاً به ... فذا ملكٌ هادٍ وذلك شَيْطَانُ
وله في كبير الأنف:
أَعْجِبْ بمن إن حلَّ في بيتٍ له ... فلأنفِهِ في الدار بَيْتٌ ثانِ
وتكَادُ تُخْفِيهِ ضخامةُ أنفهِ ... فكأنَّه أنفٌ بلا إِنسانِ
ومن شعره:
أقولُ والبرقُ لمَّاعٌ يمانيُّ ... أجدولٌ أم صفيحٌ هندوانيُّ
والفجر يسعى على آثار غَيْهبهِ ... مثل الغُدَاف سعى يتلوه بازِيُّ
والشمسُ في المزنة الحمراءِ تحسبها ... خَدّاً حواهُ قناعٌ أُرْجُوانيُّ
ومنها:
أهوى ببغدادَ من بالخَيْفِ منزلهُ ... فالحب مني حجازيٌّ عراقيُّ
ومنها:
تَحْوي المعالي ويحويك الزمانُ بها ... كالقلب يَحْوِي المعاني وهْوَ مَحْوِيُّ
ووجدت في ديوانه قصيدة لكنها في ديوان ابن خفاجة الأندلسي فمنها:
ومشَى النسيم يجرُّ فَضْلَ ردائهِ ... بين الحدائق مِشْيَةَ الخُيَلاَءِ
نشوانَ يعبثُ بالغصون وَيَنْثَنِي ... مَرَحاً فيعثرُ في غديرِ الماء
ومنها:
قَمَرٌ يمدُّ من الثريَّا راحةً ... ضُمَّتْ على قَدَحٍ كنجم سَمَاءِ
يَسْقِي فأسقيه فيشربُ حُسْنُهُ ... عَقْلِي ويشربُ راحُه أعضائي
ومنها في العذار:
كأسٌ لها حَبَبٌ يدور بها كما ... دارَ السِّوَارُ بمعصمِ الحسناءِ
صفراءُ نَمَّ بها الزجاجُ كأنها ... شَمْسٌ مُحَجَّبَةٌ بجسمِ هَوَاءِ
ومنها:
سَمْحٌ يوكَّل بالخطوب سماحُهُ ... إن الدواء موكَّلٌ بالداءِ
ومنها:
وتراه أصدقَ من رأيتَ مواعداً ... والصدقُ بعضُ مواهبِ الكرماء
تَنْدَى أناملهُ ويُشرق وجهُهُ ... فيجود بالآلاء واللألاء
[ابن جوشن]
من شعره
لعلَّ الذي أَثنى بما هو أهلُهُ ... وتوَّجَني من كلِّ فخرٍ بتاجهِ
سيقبلُ عُذْري في الجواب لأنني ... غدوتُ كمن ضَاهى اللُّجَيْن بعاجه
رآني وأياهُ كثمْدِ قرارةٍ ... وموجِ خضمٍ يرتمي بارتجاجهِ
لقد زارني منه كلامٌ كأَنما ... تمثَّل فيه الروض عند ابتهاجه
ومعنىً تجلَّى تحت مصقول لفظهِ ... كما لاحَ صِرْفُ الراحِ تحت زجاجه