للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكى فللنُّوَّارِ منهُ ضَحِكٌ ... كهُزْءِ معشوقٍ بحبٍ قد عَشقْ

والزُّهْرُ مثل الزَّهْر في أغصانه ... أو كالغواني تحت أَبراد السَّرَق

وله من قصيدة:

لك اللهُ من برقٍ بنَعْمَأنَ أَبْرَقَا ... وصافحَ رِثْماً بالكثيبين والنَّقا

أَلاحَ وعمرُ الفجرِ في أُخْرَياتهِ ... فغادرَ للظلماءِ جَيْباً مُشَقَّقا

سرى، وظلامُ الليل يجلو صباحَهُ ... فلاحَ إلينا أدهمُ الليلِ أَبْلَقا

وما هاجني إلا رنينُ مطوَّقٍ ... أقامَ على الأغصانِ يدعو مُطَوَّقَا

ولله نَشْوَى جاذب الدعصُ خَصْرَها ... هضيماً بما دونَ السِّوارِ مُمَنْطَقا

ومنها في المدح:

ويُخْشَى لديه اليَأْسُ من حيثُ يُرتجى ... ويُرْجَى لديهِ الجودُ من حيث يُتَّقى

مُحَيّاً يريكَ الشمسَ نورُ جبينهِ ... فكلُّ مكان حَلَّهُ كانَ مَشْرِقا

ومنها:

وإِنَّكَ لو أَوْمَأْتَ دونَ مَجَسِّهِ ... إلى الحجَر القاسي بيمناك أَوْرَقا

إذا ما ملكتَ المالَ مَلَّكْتَهُ الوَرَى ... كأَنَّكَ لم تُرْزَقْهُ إلا لِيُرْزَقَا

ومنها في القلم:

تَهُزُّ يراعاً كالردينيِّ ذابلاً ... يَفُلُّ سناناً حين يسطو ومِخْفَقَا

ترى العَلَقَ القاني مداداً لخطِّهِ ... وجانحةَ القِرْنِ المدجَّجِ مُهْرَقا

صحائفُهُ تَفْري الصفائحَ كلما ... نُشِرْنَ، وتحكي الروضَ فيها منمَّقا

فلو لاحَظَتْ عينُ ابنِ أوسٍ متونَها ... رأى أَيُّها كُتْباً من السيف أصدقا

يعني ابن أوس حيث يقول: السيف أصدق إنباء من الكتب وله من قصيدة مطلعها:

عزَّ المنامُ فجفني جائلُ الرَّمَقِ ... وبات قلبيَ لا يشكُو سِوَى الْحدَقِ

ومنها:

كالخيزرانةِ ما لاحتْ لها وَرَقٌ ... إلا من الوَشْي بين التِّبْر والوَرِقِ

فالغصنُ ما ماسَ ريعانُ الشباب بهِ ... سُكْراً وغيرُ مدام الحسن لم يَذُقِ

ومن قصيدة:

يَنْثُرُ الطَّلَّ كما يُنْثَرُ مِنْ ... وَجْنَةِ المعشوق رَشْحُ العَرَقِ

ومنها:

ذو وقارٍ مازجَ البشْرَ كما ... مازجَ الصُّبْحَ عَبُوسُ الغَسَقِ

ومن شعره:

يا من أراهُ الخير يكتُمُ ضِدَّهُ ... خَدٌّ عليهِ من حَيَاءٍ رَوْنَقُ

احذرْ مكايد وَجْنَةٍ محمَّرةٍ ... فالجمر محمرُّ الغِلاَلَة مَحْرِقُ

ومن شعره:

يحكي الغمائمَ جودُهُ ولربما ... قَصرَتْ عن المَحْكي فَعَالُ الحاكِي

ما بالهُ يَهَبُ النَّدَى مُتَبَسِّماً ... والمُعْصِراتُ كأنهن بواكي

ومن شعره:

إيهاً لصائلِ حَلْيها ولِثامها ... هذَا يُعَانقها وذاكَ يُقَبِّلُ

ومنها:

ولقد يُجِيشُ الشَّوْقُ راكد عَبْرَتي ... فكأنَّه لَهَبٌ وجَفْني مِرْجَلُ

نَجْدِيَّةٌ وَافَاك من لحظاتها ... نظرٌ بسفحِ دم القلوبِ موكَّلٌ

ومن شعره:

ومهنَّدٍ سَبَح الفرندُ بصفحهِ ... وطَفَا فيُحسَب مُغْمَداً مسلولا

وله في الخال:

يا ناظراً في خدِّ أَغْيَدَ مائس ... خالاً يَرِقُّ نضارةً وجَمَالا

سكن الفؤادَ وحلَّ بعض سوادِهِ ... في وَرْد جنتهِ فسمِّيَ خالا

وله في صفة الروض والنهر:

وناصعِ ماءٍ كان كالبدر مائلاً ... ولثَّمه ظلٌّ فلاحَ هلاله

وله في ذم الخمر:

فأيسرُ ما فيها لذي العقلِ أنها ... إذا وَلَجَتْ في رأسه خَرَجَ العَقْلُ

ومن شعره:

قُمْ فاسْقِني بالكأس إنء أمكنَتْ ... كأسٌ وإلا فاسْقنِي بالفَمِ

أما تَرَى النجم الذي كان كالدِّ ... ينارِ قد أصبحَ كالدرهمِ

والفجرُ في رَوْض الدُّجَى جدولٌ ... سارَ ليَسْقي زَهَرَ الأَنْجُمِ

ومن شعره:

<<  <  ج: ص:  >  >>