للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تَعْرِضَنَّ لشاعرٍ ذي مِقْوَلٍ ... عَضْبٍ يَفُلُّ غِرارَ كلِّ مُهَنَّدِ

وتَوَقَّ ما يَبْقَى جديداً وَسْمُهُ ... جُرْحُ اللِّسانِ أَشَدُّ مِن جُرْحِ اليَدِ

وقوله:

لا يَخْدَعَنَّكَ ما تَرَى مِن مَعْشَرٍ ... قد صارَ شُغْلُهُمُ اعتمادِيَ بالأَذَى

أنا في حُلُوقِهِمُ شَجاً يَغْشَاهُمُ ... حتى المماتِ وفي عُيونهمُ قَذَى

وله

لئن كنتَ عن مُقْلَتِي نائياً ... فإنّكَ بالذِّكْرِ في خاطري

وإنّ مَحَلَّكَ مِنِّي ... مَحَلُّ إنسانٍ عَيْنِيَ مِن ناظري

وقوله يستدعي صديقاً له:

نحنُ ثِمادٌ وأنتَ بَحْرُ ... بنا إِلى القُرْبِ منك فَقْرُ

فَعُدْ إلينا تَجِدْ نجوماً ... أنْتَ لها ما حَضَرْتَ بَدْرُ

وقوله:

خَدَمْتُكُمْ بالنظمِ والنثرِ ... عُمْرِي فما أَصْلَحْتُمُ أَمْرِي

فَرُحْتُ عنكمْ خائباً حائراً ... في فِقَرٍ أَدَّتْ إلى فَقْر

أَقْرَعُ سِنِّي ندماً تارةً ... وتارةً أَقرَأُ والْعَصْرِ

وقوله من أول مرثية:

نميلُ مع الآمالِ وهْيَ غَرُورُ ... ونطمعُ أن تَبْقَى وذلك زُورُ

وتخدعُنا الدنيا القليلُ مَتَاعُها ... وللشيب فينا واعظٌ ونَذِير

ونزدادُ فيها كلَّ يومٍ تَنافُساً ... وحِرْصاً عليها والمُرادُ حقِيرُ

ونطلبُ ما لا يُسْتَطاعُ وجودُهُ ... وللمَوْتِ منَّا أوَّلٌ وأخيرُ

وقوله في مرثية أبي الغمر:

لِيَبْكِ بنو الآداب طُرًّا أَديبَهُمْ ... وفارسَهُمْ في حَلْبَةِ النَّظْمِ والنَّثْرِ

ولا يَطْمَعوا من دَهْرِه بنظيرهِ ... فهيهات أن يَأْتِي بمثل أَبي الغمر

وقوله في الحكمة:

إذا حصَلَ القوتُ فاقنعْ به ... فإنَّ القناعةَ للمرءِ كَنْزُ

وصُنْ ماءَ وَجْهِكَ عن بَذْلِهِ ... فإنّ الصِّيَانَةَ للوَجْهِ عِزُّ

وقوله:

يا من دَعَوْهُ الرئيسَ لا عَنْ ... حقيقةٍ بل عَلَى مَجازِ

لستُ أُكافِيكَ عن قَبيحٍ ... منك بهجوٍ ولا أُجازِي

وما عسى تبلغُ الأَهاجي ... من رَجُلٍ كلُّهُ مَخَازي

وقوله في الزهد:

لما بدا لي سرُّ هذا الورَى ... وكنتُ من خيرِهِمُ آيسَا

لَزِمْتُ بيتي راحةً منهمُ ... وصِرْتُ بالوحدة مُسْتَأنِسَا

وقوله في الغزل:

قلتُ لإخواني وقد زارني ... ظَبْيٌ سقيمُ الطرفِ طاوِي الحَشا

مُفْتَتِنٌ في كل أحواله ... مُحَكَّمٌ في مهجتي كيف شا

ها فانْظُرُوا واعتَبِروا واعجَبُوا ... من أَسَدٍ يَحُكُم فيه رَشَا

وقوله:

ضِقْتُ ذرعاً فباح صَدْري بِسِرِّي ... وَسُلُوِّي فَمُعْوِزٌ مُعْتَاصُ

أَوْقَعَ القَلْبَ لَفْظُكَ العذبُ في كلِّ ... عَذَابٍ وَلَحْظُكَ القَنَّاصُ

ليس لي فيكَ مَطْمَعٌ فأُرَجِّيكَ ... ولا مِنْكَ ما حَيِيتُ خَلاَص

وقوله:

يا من غَدَتْ أَخْلاَقُهُ ... في الحُسْنِ كالرَّوْضِ الأَريضِ

اسْتُرْ بِحَقِّكَ ما تُشَا ... هِدُ من عَوارِي في قَريضي

فلأَِنْتَ تَعلَمُ أَنَّني ... ذو خاطرٍ زَمِنٍ مَريض

مُتِّعْتَ بالعُمْرِ الطويلِ ... وَفُزْتَ بالعزِّ العَرِيض

وقوله في مدح الوحدة:

أَنِسْتُ بالوَحْدَةِ حتى لَقَدْ ... صِرْتُ أَرَى الوَحْشَةَ في الخِلْطَهْ

وكنتُ فيما قَدْ مَضَى غالطاً ... وَلَنْ ترى من بَعْدِها غَلْطَهْ

وقوله في الغزل:

بأبي غزالٌ إِنْ رَنَا ... أَصْمَى بفاترِ لَحظِهِ

وإِذا رَثَى مِمَّا جَنَى ... أَحيا بباهرِ لفظه

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>