كبدرٍ تحته غصنٌ ... على حقْفٍ من الكثب
فحلّت في حمى قلبي ... على التأهيل والرّحب
وقوله:
وجاهلة بالحبّ لم تدرِ طعمَه ... وقد تركتني أعلمَ الناس بالحبِّ
أقامت على قلبي رقيباً وحارساً ... فليس لدانٍ من سواها الى قلبي
أدرتُ الهوى حتى إذا صار كالرّحا ... جعلتُ له قلبي بمنزلة القُطب
وقوله يصف منافقاً مماذقاً:
رأيتُك قاعداً عن كل خيرٍ ... وأنت الشهمُ في قالوا وقلتُ
وطَرّاراً له لطف وحذق ... وألفاظ ينمّقُها وسمْت
وثقت إليه من حسبٍ وبيتٍ ... ولولا ذاك منه ما وثقتُ
وقد يعِدُ الوعود وليس يوفى ... وليس بقائلٍ يوماً فعلتُ
كخز الماء فوق الماء طافٍ ... يروق وما له أصلٌ ونبت
كذلك زهرة الدّفلى تراها ... تشوق العينَ حسناً وهي سُحْتُ
وقوله:
ألا يا نداماي الكرام وسادتي ... سألتكمُ إلا أجبتم مقالتي
أليس معاطاةُ الكؤوس وحثُّها ... وحسنُ المثاني كارتجاع الفواخت
أحب إليكم من زمان مصرّدٍ ... تحكَّم في الفتيان حكمَ الشوامت
وقوله:
بنفسيَ تفاحَ الخدود المضرّج ... وأنفسنا أشهى إليه وأحوج
بنفسي وجه جيشه نبلُ لحظه ... يجيّشه ذاك الجبين المتوّج
وأسقيه من كأسي وأشرب فضلَه ... فنقليَ من فيه ومن فيه أمزج
هو الخمرُ إلا أنه خمر مرشف ... يمج به الثغر النقيُّ المفلّج
وقوله من قطعة:
ما العيشُ إلا مع التّهجير والدلَج ... أو المدام وصوت الطائر الهزِج
والشرب بين الغواني والقيان معاً ... فإن أوجهها تغني عن السُرّج
والقصر والبحر والبستان في نسق ... ونحن في مشرف من منظر بهج
والكأس دائرة في كفّ غانية ... بيضاء في دعج صفراء في نعج
أقول والكأس تزهى في أناملها ... رفقاً على هذه الأرواح والمهج
اللهَ في مدنَفٍ أودى بمهجته ... طرفٌ تقلّب بين السحر والغنَج
كم حجة لي ولكن ليس يقبلُها ... لو كان ينتفع المشتاقُ بالحجج
وقوله:
بنبلِ الجفون وسحْر العيون ... وميلِ الغصون كمثل الرّماحِ
ولمعِ الثغور وبيض النّحور ... وضيق الخصور وجوْلِ الوِشاح
ووردِ الخدود وميْسِ القدود ... وضمّ النهود ولثم الأقاح
وساقٍ مليحٍ كظبي ربيب ... وعود فصيح يهيج ارتياحي
وكأس المدام غداةَ الغمام ... بكفِّ الغلام فراحٌ براح
كأن الرحيقَ بكف العشيق ... نظام العقيق بجيد الرّداح
على المستهام حليف الغرام ... فما في السلام له من جناح
وقوله:
بلحظك يُقتَل البطل المشيح ... وبعض جيوشك الوجه المليح
وأنت البدر يكمل كلَّ شهرٍ ... وغصن البان فالظبي السّنيح
دنوّكمُ يبرِّد من غليلي ... وودكمُ هو الودّ الصحيح
وقوله في جارية نصرانية:
أليسَ الله يعلمُ أن قلبي ... يحبّك أيُّها الوجهُ المليح
وأهوى لفظك العذبَ المفدّى ... إذا درس الذي قال المسيح
أظاهرُ غيرَكم بالود عمداً ... وودكمُ هو الود الصحيح
وفيكم أشتهي عيدَ النصارى ... وأصواتاً لها لحنٌ فصيح
وقوله من قطعة:
رمتني سهامٌ من لحاظ غريرةٍ ... معقربة الصدغين قائمة النهدِ
مخنّثة الأعطاف مهضومة الحشا ... غلامية التقطيع ممشوقة القدِّ
وقوله من أخرى:
لئن خنتمُ أو ملتمُ لملالة ... فإني سأرعاكم على القرب والبعد
وما أنسَ لا أنس العناقَ عشيةً ... وبردي ذكيّ النّشر من ذلك البرد
وقوله من أخرى:
أيا من حلّ في عيني وقلبي ... وجال من السّويْدا في السّواد