للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليهنك أن حللْتَ حمى فؤادي ... وسلّطت السهاد على رقادي

وأنك قد خلعتَ على جفوني ... من الأشواق أثوابَ الحِداد

وله:

أتسقيني وتسكرني بلحظ ... فلي سُكْرانِ من هذا وهذا

فإن كان المراد بذاك قتلي ... على حُبّيك صبراً كان ماذا

وقد فنيتْ دموعي من جفوني ... فأمسى وبْلُ أجفاني رَذاذا

وله:

يا قمراً أبصرتُه طالعاً ... ما بين أطواق وأزرارِ

يرنو بعينَيْ شادن أحور ... قد عقد الخِصر بزنّار

يطوفُ بالكأس كبدر الدُجى ... وكأسه كالكوكب الساري

قد كتبَ الحسنُ على خدّه ... هذا طرازُ الخالِق الباري

وله من أخرى:

فنادِ بمسمَعيْك لكي يغنّوا ... وحث العود من بمٍّ وزير

ولا تشربْ بلا طرب فإني ... رأيتُ الخيل تشرب بالصفير

وله من أخرى:

قمْ يا نديمي هاتِها ... حمراءَ ترمي بالشّررْ

وأمرْ سقاتك تسقنا ... فالديك ينذر بالسّحر

واشربْ على قمر الورى ... إن غاب في الغرب القمر

ما العيش إلا بالمدا ... م وبالقيان وبالوتر

تسقيكها ممشوقةٌ ... أو أهيفٌ زين الطُّرَر

وكأنما هيَ رقّةً ... دينُ المعرّي في الخبر

وله:

يا غزالاً إذا نظرْ ... وقضينا إذا خطرْ

أنت علّمت مقلتي ... رعية النجم والسهرْ

طاف بالكأس أغيدُ ... وجهه كاسمِه قمر

كيف لي بالسلوِّ عن ... هـ وما عنه مصطبَر

وله من أخرى:

أغرّك قول الناس يا غاية المنى ... ويا مخجلَ الشمس المنيرة والقمر

وما خلقت عيناك إلا لآتي ... وما آفة الإنسان إلا من النظر

وله:

بأبي وجه مليح ... فيه ماءُ الحسن حارا

وله طيفٌ إذا ما ... لجّ في الهجران زارا

وله من أخرى:

أخَوْدٌ ألمّت بنا آنفاً ... أم الشمسُ والقمرُ الباهر

أرتك الهلالَ وغصن النقا ... يميّله روضه الزاهر

بعثتُ إليها بلحظ الهوى ... وطرفي لموعدها ساهر

منعّمة من بنات الملو ... ك فالحسن في وجهها حائر

وله يصف الرّاووق:

تأمل من الراووق والخمر يقطرُ ... كعيني محبٍ للتفرّق ينظرُ

براه الهوى فالدمع يغلب جفنَه ... فيخفيه أحياناً ولا بدّ يظهر

وله:

فما شفق قد ضمّ بدر غمامةٍ ... ولا كأس بلّور دِهاق من الخمر

بأحسنَ منها حين مرّت عشية ... تميس بتيه في غلائلها الخضر

وله من أخرى:

سأصبرُ مغلوباً على بعد دارنا ... وما كلّ مشتاقٍ على البعد صابر

فيا عزّ قد عزّ الذي أنت واصل ... كما ذل يا عزّ الذي أنت هاجر

فللْغصن ما شدّت عليه مناطق ... وللحقف ما ليثَتْ عليه المعاجر

تميس كغصن البانِ يهتزّ ناعماً ... وتثقلها أردافُها والغدائر

وله:

ألا حبّذا راحٌ براحٍ تديرها ... ظباءُ قصورٍ بين تلك المقاصر

معتّقة لم تلفح النار وجهها ... بعيدة عهد من قِطافٍ وعاصر

على حلو أخبار إذا ما تكرّرت ... ثنينا على تذكارها بالخناصر

وله وقد أوقد الراهب ناراً في منارة:

يا راهبَ الدير الذي ... عمرَ المنارُ بناره

هل أبصرتْ عيناك لي ... ظبياً نأى عن داره

لبس الصّليبَ مقلداً ... إذ ماس في زنّاره

كالسيف في آثاره ... والغصن في إثماره

عيناه أوشك قتلة ... من غربِه وغِرارِه

وله:

كأن الكأس لؤلؤة وفيها ... عقار عتِّقت في دون تِبر

وله:

هلالٌ ألمّ بنا موهِناً ... تحيّر في حسنه ناظري

وأوما إليّ بتقبيله ... فردّ عليه نعم خاطري

<<  <  ج: ص:  >  >>