للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريك الرّدينيّ من قدّه ... ويرنو عن المُرهفِ الباتر

فكم شعلة في صميم الفؤاد ... تضرّمُ من لحظه الفاتر

وله:

يا قُبلة قد نِلتها من مؤنسِ ... فتضوّعت أنفاسُها في المجلس

وضممته فضممت غصناً مائلاً ... ورشفت من ريمٍ ثنايا ألْعَس

وتأرّجَتْ أثوابه فكأنها ... ريح القَبول على جفون النرجس

وتضرجت وجناتُه فتورّدت ... وتحكمت ألحاظه في الأنفس

وله من أخرى:

وخمرٍ قد شربت على وجوه ... إذا وصفت تجلُّ عن القياس

خدود مثل ورد في ثغور ... كدُرّ في شعور مثل آس

وله:

يا رُبّ راح جلونا كأسَها سحَراً ... عذراء صافية في حلّة الورس

في راحة رخصة الأطراف ناعمة ... من كف جارية تُدمى من اللمس

بيض ترائبُها سود ذوائبها ... كأن طرَّتها غيم على شمس

وله في جارية بوجهها أثر جرح:

ومجروحة في الوجه أحسن من مشى ... وترنو بعيني ظبية تكلأ الرشا

وما جرحها في الوجه مما يشينها ... وما ضُرِب الدينار إلا لينقشا

مهفهفة تصبي الحليمَ بدلِّها ... فلو حدّثَتْ صخراً من الصمّ لانتشى

تريك النقا والغصن إمّا تعرضت ... مثقّلةَ الأرداف مهضومة الحشا

مسيحية فيها من الحسن مسحة ... فشا حسنها مثل الذي بي قد فشا

وله:

فكّرت في نار الجحيم وهولها ... يا ويلاه ولات حين مناص

فدعوت ربي أن خير وسائلي ... يومَ المعاد شهادةُ الإخلاص

وله:

ومجلس فيه ريحانٌ وفاكهةٌ ... نظلُّ نلهو به طوراً ونغتبط

كأن سوسنه المبيَضّ حين بدا ... رأس لراهبة بادٍ به الشّمَط

وله:

لله من وجهه لنا قمر ... على قضيب مهفهف طلعا

ضممتُه مرة فقبلني ... فخلتُ زهر الرياض قد سطعا

وله:

سلِ المطر العام الذي عمّ أرضكم ... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي

إذا كنت مطبوعاً على الصدّ والجفا ... فمن أين لي صبرٌ فأجعله طبعي

وله:

تلوّتْ عليّ بوعد كما ... تلوّي على الخدّ أصداغَها

أيا دُميةَ الدّير في بيعة ... تنوّق فيها الذي صاغها

بقلبي أمورٌ طواها الهوى ... أريد الى فيكِ إبلاغَها

الى شفة قد بهاها الهوى ... فسبّحْتُ ما شئت صبّاغها

وله من أخرى:

فيا مَنْ وجهُها سبب التّصابي ... ويا من وصلُها للقلب رافَهْ

إليك صبوتُ يا من حلّ مني ... فأكلؤهُ بإشفاق المخافه

فيا من ريقها شهْد جنيّ ... بماء الورد نكهتُه مُضافه

وله:

بليت بظبية تهوى لجاجي ... هي الشمس المنيرة في السّجوف

مبرقعة بخزّ من سواد ... كمثل البدر في وقت الكسوف

بلا قلبي وطرفي كان يحْيا ... فقلبي المبتلي والطرف عوفي

وله:

رويدكَ يا مُنى نفسي ... فما في الحب من أنفَهْ

بحق الجمر إذ تُرمى ... بحق الحجّ في عرفَهْ

بحق مِنًى ومن فيه ... وركبٍ حلّ مزدلِفَه

ألمّي بي ولو يوماً ... لتُحيي مهجتي الكِلفَهْ

وله:

يا رب غانية حُمر غلائلها ... كأنها قمرٌ في حُمرة الشفق

كأنّ غرّتَها من تحت طُرّتها ... بدرُ التّمام بدا في ظلمة الغسق

قد زرْفنَتْ فوق خديها سوالفها ... كأنما كتبت لاميْنِ في يَققِ

باتت تعللني راحاً وترشفني ... فبتّ أشرب راحَ الكرْم والحدق

وله:

أهلاً وسهلاً بقَيصَريّ ... يرشُقُني قدّه الرشيقُ

تفعل ألحاظه بلُبّي ... أضعافَ ما تفعل الرحيق

يا حاملاً خدّه وكأساً ... فذاك وردٌ وذا شقيق

<<  <  ج: ص:  >  >>