للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعفو السّطور إِذا تقادَمَ عَهْدُها ... والخلق في رِقّ الحياة سُطُور

كلٌّ يَفِرّ من الرَّدى ليفوتَهُ ... وله إِلى ما فرّ منه مصير

ومنها:

فانظر لِنفسِكَ فالسلامة نُهْزَةٌ ... وزمانها ضافي الجناح يطير

مرآةُ عَيْشِكَ بالشَّباب صَقيلةٌ ... وجَناحُ عُمرك بالمشيب كسير

والحاضرون بلا حُضُورِك غُيَّبٌ ... والغائبون إِذا حضرت حُضور

بادر فإن الوقت سيف قاطع ... والعمر جيش والشباب أمير

وعوائق الأَيّام آيةُ بُخْلِها ... أَنْ يستريح بِنَفْثَةٍ مَصْدور

ومنها:

مَلِكٌ أقام وما أَقام ثناؤه ... ويَسيرُ ما فعل الملوكُ يَسيرُ

أَعطى الكثير من القليلِ تَفَرُّداً ... مُعطي القليل من الكثير كثير

ومنها:

ومن العجائب أَن وَفْرَك قطرةٌ ... وَيَفيضُ منه على العُفاةِ بحور

ومنها:

كم وقعةٍ أَخمدتَ موقع بأْسها ... والأرضُ تَرْجُف والسماءُ تمور

والموتُ جارٍ والقناة قناتهُ ... ولها بأَسماعِ الكُماةِ خرير

ومنها:

السّاترين من الحيآء وُجوهَهم ... والكاشِفوها والعَجاجُ سُتور

غُرٌّ إِذا ركبوا الجِيادَ حَسِبْتَها ... شُهْبان رجم فَوقهنّ بُدور

يَتزاحَمون على الحِمام كأَنَّه ... فَرْضٌ يُفَوِّتُ نَيْلَهُ التأْخير

ومنها في وصف فرس طلبه:

إِنْ شاء هَمْلَجَ بي جَوادٌ سابِقٌ ... كالنجم يَطْلُع ثاقباً ويغور

قَلِقُ العِنان كأَنَّ فوق تَليله ... نَمْلٌ، وبين سَمِيعَتَيْهِ صفير

هو جَنَّةٌ للناظرين إِذا مشى ... أَمّا إِذا ما جاش فهو سعير

لو قيل ثِبْ، وثبيرُ مُعْتَرِضٌ له ... لِيَتِمَّ حُضْرك ما ثَناهُ ثَبير

سَبَق الجِيادَ مَدىً، وواهبُه الأَنا ... مَ ندىً، فما للسابِقَيْن نظير

وأعطاني سديد الدولة ابن الأنباري درجاً فيه هذه القصيدة في مدحه بخط الغزي وشعره فلا أرويها إلا عنه، عن الغزي:

سَرَتْ أُمّ أَوْفى عاطلاً من فريدِها ... فوزَّعْتُ دمعي بين خَدّي وجِيدِها

فباتَتْ تَحَلّى مِنْ فرائد عَبْرتي ... وتحسِب جِسْمي سِلْك بعض عقودها

مُبَرْقَعَةٌ نَمَّ القِيام بقَدِّها ... فلم تُخْلِه من بُرْقُعٍ من قعودها

ألَمَّتْ بنا ترنو بأَلحاظِ جُؤْذُرٍ ... مَناصِلُها في القَطْع دون غمودها

وتَرْفُل في وشْيٍ إِذا اشتاق لمسَها ... تظلَّمَ من أَرْدافها ونُهودِها

فبتْنا نَشاوى من مُدامةٍ وصًلِها ... وبات الكرى الساقي برغم صدودها

فيا عجبا من رُؤيةٍ مستحيلة ... يحقّقها تغميضُ عَيْنَيْ مريدها

خَليلَيّ يحْكين فِعْلَ عُيونِها ... وأَرماحُها يسْرِقْنَ وصف قدودها

ذَراني وأَوهامَ المطامِعِ فالمُنى ... تقوم نَساياها مقام نُقودها

ولا تَكْرَها لَيّان لُبْنى فإِنني ... رأَيت اخضِرار العيش بين وُعودها

ولو حصل الإِنجاز لم يَبْقَ مَطْمَعٌ ... وَجودُ اشتعال النار داعي خُمودِها

وكنتُ امْرءاً دُنياه دون اهتمامِه ... فما ذيُّها في ذوقه كَهَبيدِها

متى جئتُ موماةً تفرَّدتُ واثقاً ... بصُحبة عَسّالَيْن: رمحي وسيْدِها

طُمأْنينتي في أَن أَكونَ مُشَرَّداً ... طريدَ خُطوبٍ عزّ مأْوى طريدها

سُكونٌ بهزّ اليَعْمَلات اكتسبتُه ... كما سَكَّن الأَطفالَ هزُّ مُهودها

وَخَيْرُ مياهِ الوجْهِ ما كان راكداً ... وإِنْ أَفسدَ الأَمواهَ طولُ رُكودها

أَرى كلَّ رَسْمٍ للمكارِمِ دارساً ... سلامٌ على أَيّامِها وعُهودها

<<  <  ج: ص:  >  >>