للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإِذا رنا طرْفُ النوائب فابتهج ... فمن الرُنوُّ تَوَلَّدَ الإِطراق

ولقد صَحِبت الليل يسحبُ مِسْحَه ... والجوّ خَصْرٌ والنّجوم نِطاق

ومنها:

بخلاص خالصة الخلافة بعدما ... يئست قلوبٌ أَن يُحَلَّ خِناق

إِحماد عاقبة العناء عِنايةٌ ... والمجد فيه السمّ والدّرْياق

ومنها أيضاً:

ثقُلت مغارمُه فزاد نوالُه ... كالعود ضاعف طيبَه الإِحراق

ومنها:

لا تَعْتِبنّ على الخطوب، فربّما ... خَفِي الصوابُ فأَخطأ الحُذّاق

شُربُ الدواء المرّ يُعْقِب صحةً ... تحلو، وإِن لم يحلُ منه مَذاق

ومنها:

خِلَعُ الإِمام، ولم تزل أَهلاً لها، ... شرفٌ يُمَدّ له عليك رِواق

وأَجلّ منها ذكره لك في النوى ... والاشتمال عليك والإِشفاق

ما تنسج الأَيدي يبيد، وإِنما ... يبقى لنا ما تنسج الأَخلاق

وله من قصيدة في الأستاذ أبي إسمعيل:

لا تحسبوا فَيْض عبرتي عَجَباً ... لو قُيِّد الدمع بعدهم وَثَبا

إِنّ المُغذّين بالدُّمى تَخِذوا ... خاورق الحجب دونها حُجُبا

ومنها:

وربّ خطبٍ حللتُ عُقدته ... بمنزلٍ لا تُحَلّ فيه حُبا

ومَلِكٍ جُبتُ نحوه ظُلَماً ... فزرته مُشرق المنى، شَحِبا

جاد بما يملأُ الحقائب لي ... وجُدتُ بالشعر يملأُ الحُقُبا

وكم تصيَّدتُ والصِّبا شركي ... سِرْبَ ظِباء لحاظُهن ظُبا

يصف الغدير:

على غديرٍ برَوْضَةٍ نظمَتْ ... نُوّارُها حول بدره شُهُبا

يدقّ فيه الغمامُ أَسهمه ... فيكتسي من نصالها حَبَبا

ويَعْجُم الطلّ ما يَخُطّ على ... صفحته مَرُّ شَمْأَلٍ وصَبا

بُرود نقشٍ كأَنما خلع الأَيْم عليهن بُرْدَهُ طربا

لو كنّ يَبْقَيْن ظنَّهُن صفيُّ الدولةَ الأَحرف التي كتبا

عاقلة الفضل وابن بجدته ... وقلب جسم الزمان، لا وَجَبا

وله من قصيدة:

بَيني وبين رضاهم مَهْمَةٌ قُذُفُ ... وعند بطء التلاقي يسرع التلفُ

ومنها:

أَفدي الذي ضمّني والبين يَحْفِزُه ... ولم يَرُعْه انحناءُ الظهر والشظفُ

إِذا تعانق مُنادٌ ومعتدلٌ ... كانا كلا، ضاع فيها اللام والأَلِف

والحظّ من جوهر الأَشياء سَلْه ولا ... تسأَل من الله قَدّاً زانه الهَيَفُ

فالقوس، في قبضة الرامي، لعزّتِها ... والسّهم، من هُونه، يُرْمى به الهدف

لم يُبْقِ لي زمني شيئاً أُسَرُّ به ... فالحمد للهِ لا فَوْزٌ ولا أَسَفُ

عَرّى أَاكبِرَه من ثَوْبِ مَحْمَدةٍ ... فالقومُ في السّابغات اللُّبَّسُ الكُشُفُ

لم يقنعوا بحجاب البخل فاحتجبوا ... كما غلا بعد سوء الكِيلَة الحَشَفُ

وإِن جرى غلطٌ منهم بمكرُمةٍ ... فَبَيْضَةُ العُقْر لا يُرْجى لها خَلَف

أَعجِبْ بهم قطُّ في الآراء ما اتّفقوا ... على صَوابٍ، وفي التقصير ما اختلفوا

ومنها:

حمى أَبو طالب طُلاّبَ نائِلهِ ... عن بِذلةٍ، للعلى من مثلها أَنَفُ

ومنها:

إِني لأَطمعُ في أَني بلمحتهِ ... يوم النّدى من صروف الدهر أَنتصف

في فقر الممدوح وضيق يده عن الممنوح:

لا عيْبَ فيه سوى ظلم الزمان له ... والدهرُ معتذرٌ يوماً ومُقْتَرِفُ

وإِنما رام بالإِنفاض وَقفتهُ ... عن هزّة الجود، والأَفلاك لا تقف

عَلياه تحت عَجاج الحالِ واضحةٌ ... كطلعة البدر ما أَزرى بها الكَلَف

وربّما حال دون الجود ضيقُ يدٍ ... والغيثُ أَحواله في الجود تختلف

ومنها:

قد فلَّ غَرْب القوافي جهلُ سامعها ... ونالت المَهْرَ، دون الكاعب، النَّصَفُ

وضاعت الأَرض بالأَحرار واتصلت ... نوائبُ الدهر حتى مالها طرف

<<  <  ج: ص:  >  >>