للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل لفظٍ طيبٍ ممتعٍ ... يُسكرُ من قبلِ كؤوسِ الرّحيقْ

ما شئتَ من دلٍّ ومن منظرٍ ... زاهٍ ومن حُسنٍ وطيبٍ وضيقْ

ذات حِرٍ كالقَعْب في حَقْوها ... مقبّبٍ صُلبٍ نتيفٍ حليقْ

ناشفة المدخلِ ما يغتدي ... في باب حِرْها ... إلا يُريقْ

وقوله:

سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواق ... وحادي النجم محلولُ النِّطاقِ

ومنها:

خيالٌ في الظلام أتى خَيالا ... كِلا جسميهِما نِضوُ اشتياقِ

فذادَهما الدموعُ عن التّشاكي ... وصدّهما النّحولُ عن العِناقِ

ولو لم يُطفئا بالدّمع ناراً ... من الزّفرات هَمّا باحتراقِ

كأنّ بوادرَ العبَراتِ خيلٌ ... مضمّرةٌ تَجارَى في السّباقِ

ولم يستمتعا بالوصل حتى ... أنار الفجرُ يؤذِنُ بالفراقِ

كأنّهما أنا وفتى سعيد ... أبو حزم تمنّينا التّلاقي

وقوله:

ملكتم القلبَ فلا تُعتِقوا ... واسطوا ولا تُبقوا ولا تَرفُقوا

وحرّموا النّومَ على مُقلتي ال ... عَبْرى ووصّوا الطيفَ لا يطرُقُ

وصدّقوا الواشي على علمكم ... بأنّه إنْ قال لا يصدُقُ

فإنّني ما خُضتُ بحرَ الهوى ... مع اعتقادي أنّه مُغرِقُ

إلا فِراراً من فؤادي الذي ... في كل يومٍ بالهوى يعلَقُ

قد جرّب العشقَ وما ينتهي ... منه فيا لله كم يعشَقُ

ولم يكنْ أوّلَ ذي حرفةٍ ... يسعى الى الرّزق ولا يُرْزَقُ

وله:

وجهي يرقُّ عن السؤا ... لِ وحالتي منه أرقُّ

دقّت معاني الفضلِ فيّ ... وحِرفتي منه أدقُّ

الكاف، وقوله:

لكنّ دون الخبزِ في داره ... وقائعَ الدّيلم والتُرْكِ

رغيفُه اليابسُ في جيبه ... كأنّه نافجةُ المِسكِ

يرى صِيامَ الضّيفِ في بيته ... نُسْكاً ومن يزهَدُ في النُسكِ

وصونَهُ اللّقمةَ دِيناً له ... وبذلَهُ شِرْكاً من الشِّركِ

يوَدُّ من خِسّته أنّه ... أمسى بلا ضِرسٍ ولا فكِّ

وقوله في الكافي الأصفهاني:

غُلامُ زيدٍ شريكُهْ ... في عِرسِه ومليكُهْ

... زوجةَ زيدٍ ... لأنّ زيداً ...

يكتالُ ما اكتال منه ... و ... مَكّوكُهْ

وقوله في غلام أسود، اسمه مختصّ:

أيا مَنْ حُبّهُ نُسكُ ... ومن قلبي له مِلْكُ

ومن قلتُ لعُذّالي ... وزرْعُ العذْلِ لا يزكو

رأيتم قبلَ مختصٍّ ... غزالاً كلّهُ مسكُ

ترفّقْ بي أوِ اقتُلني ... فإني منك لا أشكو

اللام، وقوله من قصيدة هزليّة:

إني بحبّ الجبالِ بعتُ كما ... تعلمُ أرضَ العراق بالجبل

مصارعُ العاشقينَ أكثر ما ... تكون بين العِذار والكفَلِ

أحبّ بانَ القدودِ تعطِفُه ... صَبا الصِّبا بالغُدوِّ والأُصُلِ

وكلّ طَفلٍ كأنّ غُرّته الشّم ... سُ أنارت من كِلّة الطّفَلِ

مبلبلِ الصُدغِ وردُ وجنتِه ... أحمرُ من قبلِ حمرةِ الخجلِ

ووجهُه البدرُ تحت طُرّته ... يبدو كصبحٍ بالليلِ مشتمِلِ

وقوله:

قد ضِعت في جَيٍّ لدى عُصبةٍ ... قِدري على أعراضهم تغْلي

أصونُ سَلْحي عن لِحاهُم كما ... أُجِلّ عن آذانهم نعلي

قالوا اهجُهُمْ قلت ومنْ ذا الذي ... يفسو على خرية منحلّ

لا يشترونَ الفضلَ من جهلهم ... لأنهم عُميٌ عن الفضلِ

من كلّ تيسٍ خرِفٍ باردٍ ... ثيابُه غِمدٌ بلا نصْلِ

ومنها:

ما صُغتُ فيك المدحَ لكنّني ... من حسن أوصافِك أستملي

تُملي سَجاياك على خاطري ... فها أنا أكتُب ما تُملي

<<  <  ج: ص:  >  >>