للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زال يخدَعُ قلبي سِحرُ مُقلتِهِ ... ويستقيدُ له حتى تملّكَهُ

وإنَّ يوماً أراه فيه أحسِبُه ... أسرَّ يومٍ من الدنيا وأبركَهُ

وقوله:

يا مغاني الصِّبا بباب حُناكِ ... لا بوادي الغضا ووادي الأراكِ

لا تَخَطَّتْكِ غادياتُ الثُّريّا ... إنْ تعدَّتْكِ رائحاتُ السِّماكِ

أسلفتني الأيامُ فيكَ سُروراً ... فاستردَّ السرورَ ما قد عراك

وعزيزٌ عليَّ أنْ حَكَمَ الدَّهْ ... رُ على رَغْمِ ناظِري ببِلاك

بكِ وَجدي إذا النّجومُ استقلَّتْ ... كهمومي في كَثرةٍ واشْتباكِ

وقوله:

ويومِ دَجْنٍ خانتْهُ أَنْجُمُهُ ... في الصّحو والغيمِ فهو مُشترَكُ

كأنّما الشمس والرّذاذ معاً ... فيه بكاءٌ يشوبُهُ ضحِكُ

اللام وقوله:

قولا لمولاي الذي صُدغُهُ ... مُبلبِلٌ قلبي ببَلْبالِهِ

عبدُكَ قد أنهى إليكَ الهوى ... يرجوكَ أن تنظرَ في حالهِ

فإن جفا في قوله واعتدى ... وذاك من شيمة أمثالِهِ

فأوهِماهُ أنَّ ما قالَهُ ... في غيظِه ضِدٌّ لإفضالهِ

وعاوِداهُ فعسى مُهجَتي ... يشملُها السَّعْدُ بإقبالِهِ

وقوله في الرضا والقنوع:

رَضِينا وسلَّمنا لمالِكِ أمرِنا ... وهل يملكُ العبدُ الخيارَ على المَولى

زمَنْ لم ينَلْ من دهرهِ ما يريدُهُ ... وحاولَ عِزّاً فالقنوعُ به أولى

وليس لِلَيْتٍ إن أطلتَ بها المُنى ... غَناءٌ ولا لَوٌّ تفيد ولا لولا

وقوله في ضد القناعة:

رأيتُ كثير هذا الخَلقِ يرضى ... لِقِلَّتِه بمَيسورٍ قليلِ

فلا تقنعْ من الأيام إلاّ ... بلُقيا الموتِ أو حَظٍّ جَزيلِ

وقوله:

وكنتُ أُطيلُ الهَمَّ بالعزمِ كلَّما ... سَما وكَبا دونَ اللَّحاقِ به مالي

فَهَوَّنَ ما ألقاهُ أنِّيَ واجِدٌ ... كِرامَ الوَرى مِثلي وحالُهُمُ حالي

فيا عَزْمُ لَمْ تُمدَدْ لِحَظٍّ فَخَلِّني ... أبِتْ خالياً ممّا يمُرُّ على بالي

وقوله:

أَمِنَ المَوتِ فاجِعِي بالعراني ... نِ من الأهل، أم ذَهاب المالِ

أم فِراقِ الأوطانِ أم قِلَّةِ المُسْ ... عِدِ عندَ النُّهوضِ في كلِّ حال

لست أدري من أيِّ ذلكَ أبكي ... ليت شِعري، ما للزَّمانِ وما لي

وقوله من قصيدة:

حيِّ العُذَيْبَ وأهلَهْ ... وارْبَعْ لديهِ وقُلْ لَهْ

لا زال فيكَ شِفاءٌ ... لكلِّ قلبٍ مُدَلَّهْ

وابْلِغْ، هُدِيتَ، سلامي ... شموسَه والأهِلَّهْ

وخُصَّ بالعَذْبِ منهُ ... واقصُر عليه أَجَلَّه

مَنْ مِلَّتي في هواه ... والسَّتْرُ أحسنُ مِلَّهْ

نظرتُه وفؤادي ... لم يعرف الحبَّ قبله

له من الظّبي جِيدٌ ... زانَ العُقودَ ومُقلَهْ

وقَدُّهُ غصنُ بانٍ ... ورِدْفُهُ دِعْصُ رَمْلَهْ

كأَنَّ جمرةَ خدَّيْ ... هِ في فؤاديَ شُعلَهْ

ومنها:

كأنَّ حَظِّي سَوامٌ ... قد أحسنَ الدَّهرُ شَلَّهْ

كأنَّني السّيفُ يَخشى ... حَدِّي فيَكرهُ سَلَّه

وقوله:

العِزُّ لي وطَنٌ لا الأرضُ أسكنُها ... وفخريَ المجدُ لا دَثْرٌ من المالِ

وما مآثِرُ آبائي وإنْ كَرُمَتْ ... وكان أخفضُها يعلو على العالي

بمانعاتِيَ من أُخرى أحاولُها ... حتى يكونَ لها شَدِّي وتَرحالي

وكيفَ أرضى بمجدٍ ماتَ صاحبُه ... إن لم يُبِرَّ عليه آخَرٌ تالي

وليس يقضي فُروضي مَنْ تكلَّفَها ... ولا يُنَوِّهُ باسمي غير أفعالي

ومنها:

والموتُ راحةُ ما بالنفس من حُرَقٍ ... أو رتبةٍ تنظرُ الجوزاء من عال

<<  <  ج: ص:  >  >>