للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كلامه في الصبر: صبر الملوك ثلاث قوى: قوة الحلم وثمرتها العفو، وقوة الكلأة والحفظ وثمرتها عمارة المملكة، وقوة الشجاعة وثمرتها في الملوك الثبات، وفي حماة المملكة الإقدام في المعارك، ولا يراد من الملك الإقدام في المكافحة فإن ذلك من الملك تهور وطيش وتغرير، وإنما شجاعته ثباته حتى يكون قطباً للمحاربين ومعقلاً للمنهزمين، وهذا ما دام بحضرته من يثق بذبه عنه، ودفاعه دونه، وحمايته له.

ومن سلوانة الرضا قوله: من رضي حظي. من ترك الاقتراح، أفلح واستراح. كن بالرضا عاملاً قبل أن تكون له معمولاً، وسر إليه عادلاً وإلا صرت نحوه معدولاً.

وقوله نظماً:

يا مَفْزعي فيما يَجي ... ئ وراحِمي فيما مَضى

عِنْدي لمِا تَقْضيه ما ... تَرْضاه مِنْ حُسْن الرِّضا

ومِنَ الْقطيعة أَستعي ... ذُ مُصَرِّحاً وَمُعَرِّضا

وقوله:

كُنْ مِنْ مُدَبِّرِك الحكي ... م، عَلا وجَلَّ، عَلَى وَجَلْ

وارْض الْقَضاءَ فإِنّه ... حَتْمٌ أَجَلْ وله أَجَلْ

وقوله:

يا مَنْ يرى حالي وأَنْ ليس لي ... في غيرِ ما يُرْضيه أَوطارُ

وليس لي مُلْتَحَدٌ دُونَهُ ... ولا عليه ليَ أَنصارُ

حاشا لِذاك الْفَضل والعِزِّ أَنْ ... يَهْلَكَ من أَنْت له جارُ

وإِنْ تَشأْ هُلْكي فيا مَرْحَباً ... بكلِّ ما تَقْضي وتَخْتارُ

كلُّ عذابٍ منك مُسْتعْذَبٌ ... ما لك يكنْ فَقْدُك والنّارُ

وقوله:

إِذا أَنا لم أَدْفَع قَضاءً كَرِهْتُهُ ... بشيءٍ سِوى سُخْطي له وتَبَرُّمي

فصَبْري له من حُسْنِ معرفتي به ... كما أَنّ رِضواني به مِن تَكَرُّمي

وله في سلوانة الزهد قوله في زهد النبي عليه السلام:

قال لهُ جِبْريل عن رَبِّهِ ... خُيِّرْتَ فاختر يا دَليلَ الهُدَى

نُبُوَّةً في حالِ عَبْدِيَّةٍ ... تَحْوي بها الْقِدْحَ المُعَّلى غدا

أَو حالَ تمْليكٍ تَخِرّ العِدَى ... بَيْنَ يَدَيْه صُعَّقاً سُجَّدا

فاخْتار ما يَحْظى به آجِلاً ... لله ما أَهْدَى وما أَسْعدا

وقوله:

يا مُتعَباً كَدّه الْحِرْ ... صُ في الْفُضول وكادَهْ

لو حُزْتَ ما حاز كِسرى ... وما حَوَى وأَفادهْ

ما كنتَ إِلاّ مُعَنىًّ ... ومُغْرَماً بالزِّيادهْ

لم يَصْفُ في الأرض عَيْشٌ ... إِلاّ لأَهْل الزَّهادهْ

فَرُضْ عَلَى الزُّهْد نَفْساً ... فإِنّما الخيرُ عادهْ

وقوله:

دُنياك دارُ غُرورٍ ... ومُتْعَةٍ مُسْتعارَهْ

ودارُ لبس وكَسْبٍ ... ومَغْنَمٍ وتجارهْ

ورأَس مالِكَ نَفْسٌ ... فاحْذَر عليها الخَسارهْ

ولا تَبِعْها بأَكْلٍ ... وَطِيبِ عَرْفٍ وَشارهْ

فإِنّ ملك سليما ... ن لا يفي بشَرارهْ

وقوله من قصيدة:

إِنّا بِدارٍ تُرْدي مُحارِبَها ... وتَخْفُرُ إِلإِلَّ في مُوادِعِها

وتَسْتَفِزُّ الحَليمَ عَنْ سَنَنِ الْ ... قَصْدِ وتُعْيي عَلى مُخادِعِها

مَنْ رامَ إِبقاءَها عليه فقد ... حاوَلَ ما ليس في طبائعها

أَسْرَعُ ما تنتحي بَوائقُها ... يَوْماً إِذا استجمعت لجامِعها

فَتِهْ عليها وارَبأْ بِنَفْسك عن ... طِلابها وافتفاءِ تابعِها

واشْقُق عصا بَيْعَةِ الْغُرور لها ... وانْبِذ صُراحاً إِلى مُبايعها

عَمْري لقد أَنْذَرَتْ مُنَدِّدَةً ... نَاخِعَةً نُصْحَها لسِامِعِها

مُؤْذِنَةً أَنّها مُؤَدِّيةٌ ... لساعةٍ آهِ مِنْ قَوارِعها

فالأمْنُ، واللهِ، مِنْ فَجائعها ... يَضْمَنُه الزُّهْد في مَطامِعها

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>