للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد كان عزمُكَ للإلهِ مُصَمِّما ... فيهمْ فلاحَ كما رأيتَ فَلاَحُه

ومنها:

وكأَنني بالساحل الأقصى وقد ... ساحَتْ ببحرِ دمِ الفرنجةِ ساحُهُ

فاعْبُرْ إِلى القوم الفراتَ ليشربوا ... الموتَ الأُجَاجَ فقد طَمَا طَفَّاحُهُ

لِتَفُكَّ من أيديهمُ رَهْنَ الرُّهَا ... عَجلاً ويدركَ لَيْلَها إِصْبَاحُهُ

وابغوا الحرَّانَ الخلاصَ فكم بها ... حرَّانُ قلبٍ نحوكم مُلْتَاحُهُ

نَجُّوا البلادَ من البلاءِ بِعْدَلكم ... فالظلمُ بادٍ في الجميع صُرَاحُهُ

وَاسْتَفْتِحُوا ما كانَ من مُسْتَغْلِقٍ ... فيها فربُّكمُ لكمْ فَتَّاحُهُ

قُولوا لأَهلِ الدينِ قَرُّوا أَعينا ... فلقَدْ أَقَام عَمُودَهُ سَفَّاحُهُ

بشرايَ فالإسلامُ من سلطانِهِ ... جَذِلُ الفؤادِ بنصره مُرْتَاحُهُ

مَلِكٌ لِيُمْنِ المعتفينَ يمينُهُ ... ولراحةِ الرَّاجينَ تُبْسَطُ رَاحُهُ

لما اجتداهُ من الرَّجَاءِ رجالُهُ ... أَوْفَى على قَطْرِ السَّمَاءِ سَمَاحُهُ

فاقصدْ بِبَرْح الفقرِ رَحْبَ جَنَابِهِ ... فبِراحِهِ يومَ النَّوالِ بَرَاحُهُ

مَلِكٌ تَمَلَّكَ جَدُّهُ من جِدِّهِ ... فالمجدُ مَجْدٌ والمَراحُ مِرَاحُهُ

ملكٌ يُحبُّ الصفحَ عن أَعدائِهِ ... فلذاك تَصْفَحُ عن عِداهُ صِفَاحُهُ

ومنها:

لك بيتُ مجدٍ ليس يُدْرَكُ حَدُّهُ ... يعيا بذرع عُرُوضِهِ مَسَّاحُهُ

المُلْكُ غابٌ أَنتمُ أَشْبَالُهُ ... والدين رُوحٌ أَنتمُ أَشْباحُهُ

ما شَرْحُ صَدْرِ الشَّرْع إِلاَّ مِنْكُمُ ... ولذاكَ مِنْكُمْ للهدى إِيضَاحُهُ

فخراً بني أَيوبَ إِنَّ مَحلَّكُمْ ... ضاقَتْ على كلِّ الملوك فِسَاحُهُ

لولا اتساعُ جَنَابكم لعَدَدْتُه ... خَصْراً، وفودُ المُعْتَفِينَ وِشَاحُهُ

أنتمْ ملوكُ زمانِنا وسَرَاتُهُ ... وكِرامُهُ وعِظَامُهُ وفِصَاحُهُ

عظماؤُهُ كبراؤهُ فضلاؤُه ... ورِزَانُهُ ورِصَانُه وصِبَاحُهُ

أقمارُهُ وشموسُهُ ونجومُه ... وبحارُه وجبالُه وبطاحُه

أنتمْ رجالُ الدهرِ بل فرسانُه ... ولذي الحلومِ الطائشاتِ رِجاحُه

فُتَّاكُهُ نُسَّاكُهُ ضُرَّارُهُ ... نُفَّاعُهُ مُنَّاعُهُ مُنَّاحُهُ

وأبو المظفرِ يوسفٌ مِطْعَامُهُ ... مِطعانهُ مِقْدَامُه جَحْجَاحُه

وإذا انتدى في مَحْفَلٍ فَحَيِيُّهُ ... وإذا غدا في جَحْفلٍ فَوَقَاحُه

أَسْجَحْتَ حين ملكتَ عفواً عنهمُ ... إنَّ الكريمَ مُؤَمَّلٌ إسْجَاحُه

ومنها قصيدة أخرى أنفذتها إليه من دمشق إلى مصر قبل مملكة الشام، أولها:

سكرانُ باللحظِ صاحِ ... نشوانُ من غيرِ راحِ

بوجنةِ الورد يَفترُّ ... عن ثنايا الأَقَاحِ

وقامةِ الغصنِ يهتز ... في مَرَاحِ المِرَاح

وعارضِ المسك مثل المساءِ ... فوق الصباح

نمَّ العذارُ عليهِ ... فتَمَّ فيه افتضاحي

وردُ الحياء جَنِيٌّ ... في ذلك التفاح

والريقُ كالراحِ شُجَّتْ ... بعذبِ ماءٍ قَرَاح

من كأسِ فيه اغتباقي ... مُنَعَّماً واصطباحي

وفي الأمورِ اختتامي ... على اسمه وافتتاحي

أَهوى طلوعَ صَباحي ... على وُجُوهِ صِبَاح

ولثمَ أَحورَ أَحْوَى ... وضمَّ رُودٍ رَدَاح

ورِيَّ قلبي الصدى من ... عناقِ ظامي الوشاح

<<  <  ج: ص:  >  >>