للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لك الصدرُ والباعُ الرحيبان في العلا ... وذاك المحيا الطلْقُ والأنملُ السُّبْطُ

لراجيكمُ ماءُ البشاشةِ والنَّدَى ... جميعاً وحظُّ الحاسد النارُ والنَّفْط

عَنَا لَكَ طوعاً نيلُ مصرٍ ودجلةُ ... العراق ودان العُرْبُ والعُجْمُ والقِبْطُ

وللنيل شطٌّ ينتهي سيبُهُ به ... ونَيْلُكَ للراجينَ نِيلٌ ولا شَطُّ

وعفوكَ وَرْدٌ والجناةُ جُناتُهُ ... وبِيضُكَ شوكٌ في العداةِ لها خَرْط

فِداؤَك ممتدُّ المِطالِ مُحَجَّبٌ ... وحاجِبُهُ للكبرِ والعُجْبِ مُمْتَطُّ

فداؤُكَ قومٌ في النديِّ وفي النَّدَى ... وجوهُهُمُ سُهْمٌ وأَسْهُمُهُمْ مُرْطُ

لتبكِ دماً عين العدو فقد جرى ... على الأَرضِ من أَوْداجهِ دَمُهُ العَبْط

ومنها:

منعتَ حمى الإسلام للنصر معطياً ... غداةَ عوت من دونه الأَذْؤُبُ المُعْطُ

وصُلْتَ وكم فرَّجْتَ عَنَّا مُلِمَّةً ... بسهم الرزايا في الكرامِ لها لَهْطُ

بَعَوْدِكَ عادَ الحقُّ واتَّضَحَ الهدى ... وهبَّ نسيمُ النصر وانفرجَ الضَّغْطُ

وأنتَ أَجَرْتَ الشامَ من شُؤْمِ جاره ... ولم يكفِ رهطُ الكفرِ حتى بغى رهطُ

أَجَرْتَ وقد جارُوا ودِنْتَ وقد عَدَوا ... وصُلْتَ وقد خَارُوا ولِنْت وقد لَطُّوا

فلا يعبإِ المولى بمن مِلْءُ جَأْشِهِ ... هَوىً وبقومٍ حَشْوُ جيشهِمُ زُطُّ

كثيرٌ تَعَدِّيهِمْ قليلٌ غَنَاؤُهُمْ ... وهمْ لا أَصابوا رشدهم هملٌ رَهْطُ

عَدَلْتَ فلا ظلمٌ وطُلْتَ فلا مَدىً ... وقُلْتَ فلا مَيْنٌ وجُدْتَ فلا قَحْطُ

فميِّزْ مكانَ المخلصين فإِنَّما ال ... أَعادي أُنَأسٌ في رءوسهمُ خَلْط

وَقَرِّبْ وَلِيّاً صحَّ فيك ضميرُهُ ... ولا يأمنِ التمساحَ مَنْ دَأْبُهُ السَّرْطُ

نَبَا بِي مقامُ الجاهلينَ فعِفْتُهُ ... وقد نَضْنَضَتْ للنهش حَيَّاتُهُ الرُّقْطُ

همُ مَنعُوا رِفْدَيْ قبولٍ ونائلٍ ... وذا وَشَلٌ بَرْضٌ وذا أُكُلٌ خَمْطُ

وكم مُطْمعٍ في خيره بِشْرُ وجهه ... ومشتملٍ منه على شَرِّهِ الإِبْط

لأَبدى بلا عذر حظوظَ فضائلي ... نفارُ العَذَارى من عِذارٍ به وَخْط

وجئتكَ أَلقى العزَّ عندك مُلْقياً ... قلائدَ للأسماع من دُرِّهَا لَقْط

أَعِرْني جميلاً واصْطَنِعْنيَ واصْفُ لِي ... جميلَكَ حتى يشمتَ الحاسدُ المِلْط

أعِنِّي فعينُ الفضلٍ عانٍ مُقَيَّدٌ ... بعُقْلةِ حرمانٍ نَدَاك لها نَشْط

وأَوْعِزْ بتشريفي ورسمي فإنَّهُ ... لحمدي جزاءٌ قد تَقَدَّمَهُ الشَّرْط

إِلامَ زماني لا يزال مُسَلِّطاً ... على نابهٍ من أَهْله نَابُهُ السَّلْط

سَعَتْ نحوكم مِنِّي مَطَايَا مطالبٍ ... لأَنْسُعِهَا في النجح عندكم مَغْط

فدُمْ ظافراً أَبا المظفر بالعِدَى ... حليفَ قبولٍ لا يكون لها حَبْط

بقيتَ ولا زالتْ عداكَ مُفِيدَةً ... سعوداً ولا تُحْسِنْ صعوداً ولاهبط

ولو كنتَ جاراً للمعريِّ لم يَقُلْ ... لمن جيرةٌ سيموا النوالَ فلم يُنْطُوا

ومدائحه كثيرة، ومنائحه غزيرة، وليس شرط هذا الكتاب، بسط هذا الباب؛ فاقتصرت على ما أوردته، وحصرت ما أفردته؛ فإن مللته أو استطلته، فاستمل ما استطبته، واستحل ما أحببته؛ واستحل سناه، وتخل عما سواه؛ فلعل غيرك يستمرىء ما تستمره، ويعرف بفهمه الثاقب وفكره الصائب ما تنكره؛ فقف حيث ينتهي إليه فكرك، وطف حول ما يشتمل عليه زكنك، نبه ذكرك ووجه قدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>