للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسُمْرٍ عوالٍ زَيَّنَتْهَا أَكُفُّهُمْ ... فقد حَسَدَتْ منها الكعوبَ اللهاذمُ

إذا عقلوها خِلْنَهُمْ مُتَوَشِّحِي ... سلوخٍ وفي الأَيْمَانِ منهمْ أَراقم

تلوحُ نجوماً، في النحور غروبها ... إذا جَنَّها ليلٌ مع النقعِ قاتم

ومنها في المدح:

إذا صُلْتَ قال الدينُ والعدلُ: منصفٌ ... فإن جُدْتَ قال الجودُ والمالُ: ظالمُ

وقوله:

مالُهُ من فَتْكِ راحتِهِ ... كأعاديه على وَجَلِ

أبداً تتلو مواهِبُهُ ... خُلِق الإنسان من عَجَلِ

وقوله في الوزير رضوان بن ولخشى:

إذا قابَلَتْهُ ملوكُ البلا ... دِ خَرَّتْ على الأرضِ تيجانُها

ولله في أرضه جنَّةٌ ... بمصرَ ورضوانُ رضوانها

وقوله من قصيدة في المدح:

وقَبْلَ كَفِّكَ لا زالتْ مُقَبَّلَةً ... ما إنْ رأينا سحاباً قَطْرُهُ بِدَرُ

أَحْيَت وأَرْدَتْ فمن أَنوائها أبداً ... صوبُ الندى والردى في الناسِ مُنهمر

أُعْيَت صفاتُكَ فكري وهي واضحةٌ ... كالشمس يَعْجِزُ عن إدراكها البَصَر

وقوله من قصيدة:

جَمَع الفضائل كلَّها فكأنما ... أَضحى لشخص المَكْرُماتِ مِثالا

ما كان يُبْقي عدلُهُ متظلِّماً ... لو كان يُنْصِفُ جُودُهُ الأموالا

لا يرتضي في الجُودِ سَبْقَ سؤال مَنْ ... يرجوهُ حتى يَسْبِقَ الآمالا

وقوله من المراثي في كبير، عقب موته نزول مطرٍ كثير:

بنفسيَ من أَبكى السمواتِ موتُهُ ... بغيثٍ ظَنَنّاهُ نوالَ يمينهِ

فما اسْتَعْبَرَتْ إلا أَسىً وتأسُّفاً ... وإلا فماذا القطر في غير حينه

وقوله:

فإن تكُ قد غاضَ بجودِ أَكُفِّكمْ ... عيونٌ، وفاضتْ بالدموع عيونُ

وخانتكُمُ والدّهْرُ يُرْجَى ويُتَّقَى ... حوادثُ أَيامٍ تَفِي وتخونُ

فلا تيأسوا إِنَّ الزمان صَروفَهُ ... وأَحداثَهُ مثل الحديثِ شُجون

وقوله من قصيدة:

هو الدهرُ، فانظرْ أَيَّ قِرْنٍ تحاربهْ ... وقد دهمتنا دُهْمُهُ وأَشَاهِبُهْ

ليالٍ وأيامٌ يُغَرُّ بها الوَرَى ... وما هي إلا جُنْدُهُ وكتائبه

ومنها:

وما سُمُّهُ غيرُ الكرام كأنما ... مناقِبُهُمْ عند الفَخَارِ مثالبُهْ

ومنها:

لقد غابَ عن أُفْقِ العلا كلُّ ماجدٍ ... له حاضرُ المجدِ التليدِ وغائبه

إِذا ذكرتْهُ النفسُ بتُّ كأنَّنِي ... أَسِيرُ عِداً سُدَّتْ عليه مذاهبه

وكم ليلةٍ ساهَرْتُ أَنْجُمَ أُفْقِهَا ... إذا غابَ عني كوكبٌ لاح صاحبه

يطولُ عليَّ الليلُ حتى كأنما ... مشارقُهُ للناظرين مغاربه

وقد أسلمَ البدرُ الكواكبَ للدجى ... وفاءً لبدرٍ أَسْلَمَتْهُ كواكبه

يُخَيَّلُ لي أَنَّ الظلامَ عجاجةٌ ... وأَنَّ النجومَ السارياتِ مواكبه

وأَن البُروقَ اللامعاتِ سيوفُهُ ... وأن الغيوثَ الهامعاتِ مواهبه

ومنها:

فقلْ لليالي بعد ما صَنَعتْ بنا ... أَلا هكذا فليَسْلُبِ المجدَ سالبه

وقوله في العتاب والهجاء من قصيدة:

خليليَّ إن ضاقتْ بلادٌ بِرُحْبِها ... ورائي فما ضاق الفضاءُ أماميا

يظنُّ رجالٌ أنني جئتُ سائلاً ... فأسخطني أَنْ خابَ فيهمْ رجائيا

وما أنا ممن يُسْتَفَزُّ بمطمعٍ ... فيُخْلِفُهُ منه الذي كان راجيا

ولكنني أَصْفَيْتُ قوماً مدائحي ... فأصبحَ لي تقصيرُهُمْ بيَ هاجيا

فإن كنتُ لا أُلْفَى على المَنْع ساخطاً ... كذلك لا أُلْفَى على البَذْلِ راضيا

محاسنُ لي فيهمْ كثيرٌ عديدُهَا ... ولكنها كانتْ لديهم مساويا

<<  <  ج: ص:  >  >>