يا من تساوتْ في العلا أَقسامُهُ ... وسما بهمته فكانَ الأَفْضَلا
أَرضٌ سعتْ قدماك فيها لا تزلْ ... لذوي الممالك قِبْلةً ومُقَبَّلا
ونداك، كل مؤمِّلٍ ما أَمَّلا ... إلا تَجَهَّمَ للعُفاةِ وأَمَّلا
مَلِكٌ يلاقي الطيفَ وهْوَ مُدَرَّعٌ ... حزماًن ويقتنصُ الفوارس أَعزلا
وأنشدني أيضاً لابن قادوس في الرشيد بن الزبير وكان أسود:
إنْ قلتَ من نارٍ خُلِقْ ... تَ وفُقْتَ كل الناسِ فَهْما
قلنا صدقتَ فما الذي ... أَطفاكَ حتى صِرْتَ فحما
وله
مليكٌ تَذِلُّ الحادثاتُ لعزِّه ... يُعيدُ ويُبدي والليالي رواغمُ
وكم كربةٍ يوم النزالِ تكشَّفَتْ ... بِحَمْلاَتِه وهْيَ الغَوَاشي الغَواشِمُ
تَشِيدُ بناءَ الحمدِ والمجدِ بِيضُهُ ... وهنَّ لآساس الهوادي هوادم
رقاقُ الظُّبَا تجري بآجالِ ذي الوَرَى ... وأرزاقِهِمْ، فَهْي القواسي القواسم
ومن قصيدة في صفة زاهد:
إذا قائمُ السيف انثنى في مُلِمَّةً ... عن الفعل أَغنى وحدَهُ وهْو قائمُ
فما صَدَرَتْ عن موردِ النفس خِلْتَهَا ... بأَغمادها وَهْي العواري العوارم
ومنها مخاطباً للزاهد:
صحائفُ أَعداها الشباب بصبغةٍ ... فهل أنت ماحٍ ما تخطُّ المآثم
ومن محاسن ابن قادوس، في شعره العلق بالنفوس، ما استخرجته من ديوانه قوله في صفة كتاب:
مدادُهُ في الطِّرْسِ لمَّا بدا ... قَبَّلُه الصبُّ ومَنْ يزهدُ
كأنما قد حلَّ فيه اللَّمَى ... أو ذاب فيه الحجرُ الأَسود
وقوله:
مَنْ عاذري مِنْ عاذلٍ ... يلومُ في حُبِّ رَشَا
إذَا نَكِرْتُ حُبَّهُ ... قال كَفَى بالدمع شا
أي شاهد.
وقوله في صبي لم يدرك:
سالمُ الفكر من تَخَالُجِ شَكٍ ... مُصْبِحُ الرأي في الملمِّ البَهيمِ
يُولجُ الليلَ في النهارِ من الخ ... طِّ بلفظٍ كمشرقاتِ النجومِ
وله من قطعة:
لقد كان جاهي عريضاً بكم ... فَلِمْ صار كالخطِّ لا عَرْضَ لهْ
وكم من يدٍ لك مشكورةٍ ... وما ليَ فيها ولا أُنْمُلَهْ
وقوله في ابن العلاني المعري:
هذا ابن علاَّنيكمُ شِعْرُهُ ... ينوب في الصيف عن الْخَيْشِ
إنْ لم يكن مثل امرىء القيس في ... أَشعاره فَهْو امرؤُ الفَيْشِ
وله في أقلفٍ:
وقيتَ قفاك من وقعِ القوافي ... وأَلفاظٍ خفافٍ كالحِقافِ
متى تُرْجى لنفعٍ أو لدفعٍ ... وقلبُكَ مثل في غِلاَفِ
وله
لام العواذلُ مغرماً ... في حبِّ مُلْهِيَةٍ وَقَيْنَهْ
ولو انهنَّ رأين تأْ ... ثيرَ الغرام به وَقَيْنَهْ
وله في مرثية:
يا فجعةً هي في الجنانِ مَسَرَّةٌ ... لقدومهِ تختال في غُرفَاتها
إِنْ كان في الدنيا عليهِ مأتمٌ ... فأراه عُرْس الحورِ في جَنَّاتِها
وله
يا من يكرُّ على جريح ... اللحظ منه مُجْهزُ
ديباج خدَّيه بسنْدُسِ ... عارضَيْهِ مُفَرْوَزُ
وبخدِّهِ خالٌ لدا ... ثِرَةِ الملاحةِ مَرْكَزُ
قل لي ولحظُكَ صَارِمٌ ... في أيِّ دِرْعٍ أبْرُزُ
أَبداً بسلطان الجما ... ل وبالهوى يَتَعزَّزُ
ويقول غِرٌّ بالتجني ... وهْو فيه مُبَرِّزُ
ويَسُومني ما لا يجو ... زُ من الأذى فأُجَوِّزُ
لولا الوزيرُ وعدلُهُ ... لم يُغْن فيه تَحَرُّزُ
عدلٌ يَفِيض وهمةٌ ... تَنْهَى العذولَ وتَحْجِزُ
وله
يا أَمرداً أَرمد العينَ ... من دماءِ الجراحِ
يقول طرفِيَ شاكٍ ... صدقتَ، شاكي السلاح
وله يهجو شاعراً: