للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَترى السحابَ الجَوْنَ بات مَشُوقَا ... يبكي النَّوَى ويعاتبُ التفريقا

فالبرقُ يلمعُ في حشاهُ كأنَّهُ ... قلبُ المحبِّ تلهُّباً وخُفُوقا

وله

أرأيت برقاً بالأَبارقِ قد بَدَا ... في أُفْقِهِ مُتَبَسِّماً مُتَوَقِّدا

كيف اكتسى ثوبَ السحابِ مُمسَّكاً ... وأَحَالَه شَفَف الرِّداءِ مُوَرَّدَا

وكأنَّما في الجوِّ كأْسٌ كُلَّمَا ... فاتَتْ نميرَ البرق صاحَ وعَرْبَدَا

أو مُرْهَف كَشَفَتْ مداوسُ صَيْقَلٍ ... عن مَتْنِهِ صَدَءاً لكي يُرْوِي الصَّدَى

كالحَبِّ أَوَ دِقِّ اللُّجَيْن يسيلُ من ... أُفُق أَحَالَتْهُ البوارقُ عَسْجَدَا

وكلؤلؤٍ للغيثِ يأخذُهُ الثَّرَى ... فيعيدهُ نَبْتاً يُخَالُ زَبَرْجَدا

هس مأخوذ من قول ابن أبي الخليل:

ومن العجائب أن أتى من نَسْجه ... وخيوطُهُ بيضٌ بساطٌ أَخْضَرُ

وله من قصيدة:

لولا الهوَى ما عَبَّرَتْ عَبَرَاتُهُ ... عن وَجْدِهِوتصاعَدَتْ زَفَرَاتُهُ

فَرَقُ الفِراقِ أَطارَ حَبَّةَ قلبه ... فتقطَّعت بمُدَى النوى عَزَمَاته

من كانَ وَحْيُ الحبِّ بينَ ضلوعه ... نَزَلَتْ بفيضِ دموعِهِ آياته

لا تنكروا حُمْرَ الدموعِ فإنه ... جَمْرُ الأَسى وتَنَفُّسِي نَفَحَاتُه

وله من أخرى:

ذو صَلاةٍ موصولةٍ بِصِلاتٍ ... ليلُهُ عامرٌ بها ونهَارُهْ

سابقٌ في السماح كلَّ جوادٍ ... للعُلاَ لا بحلبةٍ مضْماره

وله

طَرَقَتْنا غيرَ مُختفِيَهْ ... غادةٌ بالحسْنِ مُرْتَدِيَهْ

وَوَشَى طيبُ النسيم بها ... قَبْلَ أن تبدو، فقلتُ هِيَهْ

ثُمَّ لما أقْبََتْ طَلَعَتْ ... مثلَ قَرْنِ الشمس مُعْتَلِيَهْ

يا لَقَوْمي من لواحظها ... إنها بُرْئِي وعِلتِيَه

واصَلتْ ليلى ونَفَّرَها ... أنْ رَأَتْ صُبْحاً بوَفْرَتِيَهْ

إنّ صُبْحَ الشَّيبِ أيقظني ... من كَرَى عيني وغَفْلَتِيَه

وحكى عني دُجىً سَفَهٌ ... زُرْتُ فيه طَوْفَ حَوْبَتِيَه

وَنَهَتْني نُهْيَةٌ شَغَلَتْ ... بالعُلا هَمِّي وهَمَِّتيِه

وقال:

لا تجلسنَّ ببابِ مَنْ ... يَأْبَى عليكَ دُخولَ دارِهْ

وتقولُ حاجاتي إليه ... يَعُوقها إنْ لم أُدَارِهْ

واتْرُكْهُ واقصِدْ رَبَّهُ ... تُقْضَى وربُّ الدارِ كارِهْ

وله

وأَهيفٍ للغُصْنِ أَعطافُهُ ... واللظِّباءِ العِينِ عيناهُ

شمسُ الضحى غُرَّتُهُ والدجى ... طُرَّتُه والمسْك رَيَّاهُ

قد مَزَجَ الخمرة من ريقه ... ببَرْدِ كافورِ ثناياهُ

ورقَّ ماءُ الحُسْنِ في خده ... ففتَّحَ الوردَ ونَدَّاهُ

وله

رعى الله رَيْعَانَ الصِّبَا وليالياً ... مَضَيْنَ بعهدٍ للشبابِ حميدِ

لياليَ أَغْشَى في ليالي ذوائبٍ ... بدُورَ وُجوهٍ في غُصون قدود

وأشرَبُ خمراً من كؤوسِ مَرَاشِفٍ ... وَقْطفُ ورداً من رياضِ خدود

ولولا هوَى غِزْلان رامةَ لم يكُنْ ... يُرَى غَزَلي ذا رِقَّةٍ، ونشيدي

ولكنْ صحبْتُ الجهلَ كهلاً ويافعاً ... وطفلاً إِلى أن رَثَّ فيه جَديدي

فعلَّمني حُلْوَ العتابِ الذي به ... أَذَبْتُ دموعَ الخَوْدِ بعد جمود

وله يمدح القائد أبا عبد الله الملقب بالمأمون:

ليس الفراقُ بمستطعِ ... فدَعِيه من ذِكْرِ الوَدَاعِ

وعِديه ما يَحْيا به ... من طيبِ وَصْلٍ واجتماع

يا وَجْهَ مكتملِ البدو ... رِ وقدَّ مُعْتَدِل اليرَاع

بجمالِ ما تحت الرّدا ... ءِ وحُسْنِ ما تحت القِناع

<<  <  ج: ص:  >  >>