للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأورده ابن الزبير في كتاب الجنان، وذكر من شعره قوله:

طَرَقْتنِي تلومُ لما رَأَتْ في ... طَلَبِ الرزق للتذلل زُهْدِي

هَبْكِ أَنِّي أَرْضى لنفسيَ بالكد ... يةِ يا هذه فَمِمَّنْ أُكَدِّي

وقوله في الخمر:

عذراءُ تَفْتَرُّ عن دُرٍ على ذَهَبٍ ... إذا صببتًَ بها ماءً على لَهَبِ

وَافَى إليها سنانُ الماءِ يَطْعَنُها ... فاستلأَمَتْ زَرَداً من فِضَّةِ الحَبَبِ

وقوله:

أيا ليلةً زارَ فيها الحبيبُ ... ولم يكُ ذا موعدٍ يُنْتَظَرْ

وخاضَ إليَّ سوادَ الدجى ... فيا ليتَ كان سوادَ البصر

وطابَتْ ولكنْ ذممنا بها ... على طيبِ رياهُ نَشَْرَ الشجر

وبتنا من الوصلِ في حُلَّةٍ ... مُطَرَّزَةٍ بالتقى والخَفَر

وعَقْلي بها نَهْبُ سُكْرِ المُدام ... وسُكْرِ الرُّضَابِ وسُكْرِ الحَوَر

وقد أَخجلَ البدرَ بدرُ الجبينِ ... وتاه على الليلِ ليلُ الشَّعَر

وأَعدى نحولِيَ جسمَ الهواء ... وأَعداهُ مِنْهُ نسيمٌ عَطِر

فمنِّيَ مُعْتَبَرُ العاشقين ... ومن حُسْنِ معناه إحْدَى العِبَر

ومن سَقَمِي وَسَنَا وجههِ ... أَريه السُّهَا وَيُرِيني القَمَر

وقوله:

أيها اللائمُ في الح ... بِّ لَحَاكَ اللهُ حَسْبي

لستُ أَعصِي أبداً في ... طاعةِ العُذَّال قَلبي

وقوله في العذار:

وغزالٍ خَلَعْتُ قلبي عليه ... فهو بادٍ لأَعْيُنِ النُّظَّارِ

قد أَرَانا بنفسَج الشَّعْر بَدْراً ... طالعاً من مَنَابِتِ الجُلّنَارِ

وَقَدَتْ نارُ خَدِّهِ فسوادُ ... الشَّعْرِ فيه دخانُ تلك النار

وله

يفترُّ ذ١اكَ الثغرُ عن ريقهِ ... درَّ حَبَابٍ فَوْقَ جِرْيالِ

ونونُ مِسْكِ الصُّدْغِ قد أُعْجِمَتْ ... بنقطةٍ من عَنْبَر الخال

وقوله:

وغزالٍ أَبْدَى لنا اللهُ من بُسْ ... تَانِ خَدَّيْهِ في الحياةِ الجِنانا

قد أَرانا قدًّا وخدًّا وصدغاً ... وعذاراً وناظراً فَتَّانا

غُصُناً يحمل البنفسجَ والنر ... جسَ والجلّنارَ والرَّيْحَانا

وله في غلام لبس في عاشوراء ثوب صوف:

أيا شادناً قد لاحَ في زِيِّ ناسكِ ... فباحَ بمكنونِ الهوى كلُّ ماسِكِ

رويدَكَ قد أَعْجَزْتَ ما يُعْجِزُ الظُّبا ... وأَضْرَمْتَ نيرانَ الجوى المُتَدَارِكِ

أَنَحْنُ فتكنا بابنِ بنتِ مُحَمَّدٍ ... فتثأرَ مِنَّا بالجفونِ الفَوَاتِكِ

وقوله في المجون:

لي شادنٌ هو أَدْنى ... إليَّ مُذْ كَانَ مِنِّي

فقد تعجَّلْتُ قبلَ الممات ... جَنَّةَ عَدْنِ

به تَعَفَفَّتُ عَمَّا ... يُصِمُّ بالعَذْلِ أُذْني

لأنّهُ صانَ عرضي ... عن أَنْ أَلُوطَ وأَزْني

وزادني فيه حُبّاً ... وصفٌ يطابق فَنِّي

لم يَتَّسِعْ خَرْقُهُ لي ... كلاَّ ولا ضاقَ عني

فحلْقَةُ الظهرِ منه ... صِيغَتْ لإصْبَعِ بَطْني

وقوله في مثل ذلك:

كثيبُ رملٍ فَوْقَهُ صَعْدَةٌ ... من فوقها بدرُ تمامٍ أَطَلْ

إنْ كان من سَوَّاكَ لا عابثاً ... فأَنْتَ مَخْلُوقٌ لِذَاكَ العَمَلْ

ولم يَكُنْ رِدْفُكَ دِعْصَ النَّقَا ... إلاَّ لأَنْ تُرْكَزَ فيه الأَسَلْ

وقوله:

زمانٌ يُخَلِّطُ في فعلِهِ ... كأَنَّ بهِ سَكْرَةَ العاشق

وخَلْقٌ إذا ما تَأَمّلْتَهُمْ ... جحدَتَ بهم حكمة الخالقِ

وقوله:

عدا طَوْرَهُ حُمقاً وادَّعَى ... فخاراً وقد جَحَدَتْهُ المعالي

وقالَ ألَمْ أَبْلُغِ الفرقدين ... فقلتُ بلى بقرونٍ طوال

وقوله في أبخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>