للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشتهي أن أرى له وتَدَ الأر ... ض لنا في بيت الرّجا والسّعادَهْ

وله:

قِفْ باللِّوى المنعَرِج ... ونادِ بالركْبِ عُج

واسألْ سُليمى أين با ... نَ ركبُها بالدَّلَج

كأنها شمس الضّحى ... مكنونةٌ في الهودَج

غراءُ تهدي ركبها ... في غسق المُدَّلج

فلا يكاد دائبا ... يُخطي سَواءَ المنهج

كأنها في درعها ... كافورة بدرُج

لاعبتُها فتيّة ... بمثلها في منعج

وأحسن الدهر لنا ... إحسان غير محرج

ينعم كلٌ بالذي ... يهواه غير مزعج

من لثم خدٍ أصبح ... ورشف ثغر أفلج

وعضِّ نهد معصر ... وعضُدٍ مُدملج

من عُكَنٍ كأنها ... طيُّ رباط المدرج

وفوقها وتحتها ... من مركَبٍ ومولِج

كلٌ على كلّ كما ... رُكِّبَ زوْجا مِسْحَج

في راحتَيْ ريح بلي ... ل وظلالِ سجْسَج

كأسُ السّرور بيننا ... صافية لم تُمزَج

حتى أتَتْ من دونِها ... زعازع في رهَج

هل راجع عهدي بها ... بالكَرْخ أو بالكرَجِ

هيهات ما في أوبةٍ ... من طمع لمُرتجي

فدعْ هُديتَ ما مضى ... وخذْ فُديتَ ما يجي

واسمعْ حديثاً حسَنا ... تقصُر عنه حُجَجي

أبصرتُ بدراً ساعياً ... بالأرض غير منبَج

وحوله كواكبٌ ... تُضيء مثلَ السُّرُج

بيضاءُ كالثلج تُري ... وجهاً كصبح أبلج

مُنَعّماً مُكلّلا ... بغيهَبٍ من سبَج

وحولَها لداتُها ... عوابثٌ بالمُهَج

يفتكْنَ بالألحاظ فت ... كَ البطل المدجّج

يجذب خصراً مُخطَفا ... بكفَلٍ مرَجْرَج

كمثل زِقٍّ ناقصٍ ... على حمار أعرج

يشفَعُه صدرٌ لها ... كأنّه في نهَجِ

مواخِرُ الفُلكِ غدتْ ... زخّارَة في لُجَج

تبسِمُ إذ تبسِمُ عن ... ذي أشرٍ مفلّج

يا ليتني قبّلتُه ... ففي لماهُ فرَجي

تُصبي الحليم ذا النُهى ... بذي احْوِرارٍ أدعَج

وبِدلالٍ فاحم ... مُعقرَبٍ مصولَج

ومن رسائله في وصف الخط: ورد عليه كتاب فلان أطال الله بقاء فلان لفلك السيادة والكرم، وعماداً تعلو به الهمم، ليشيد من عرصات الفضل دارسها، ويبين من أعلام المجد طامسها، وينير من آفاق المعالي حنادسها، ويبسط من أوجه الليالي عوابسها، فنظرت منه الى خط موصوف، معتدل الحروف، أملس المتون، مفتح العيون، لطيف الإشارات، دقيق الحركات، لين المعاطف والأرداف، متناسب الأوائل والأطراف، يروق العيون حسنه وشكله، ويعجز المحاول بيد التناول صنعه وفعله، متضمناً معاني كأنها رقية الزمان، وصُمتَةُ الأمان، لو كانت مسارب كانت الحياة، أو مشارب فادت النجاة، فأوجب تأملي لها تألبي، واستنار بفكري فيها تعجبي، قلت سبحان ربي القيوم، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون أكل هذا الإحسان في طاقة الإنسان، ما أرى ذلك في الممكن والإمكان، ولئن كان ذلك فنحن الأنعام يشملنا اسم الحيوان، ثم رجعت الى نفسي، وثاب إليّ حسي، فقلت عند سكون جاشي، وثبوت طيشي، وإفراخ روعي وذهاب دهشي: إن من دبّ في الفصاحة ودرج في وجرها ورضع بلبانها، وجرع من درّها، وصاحب السادات مقتبلاً، والأمجاد مكتهلاً، لخليق أن يحل الفضل وسائطه ويجمع قطريه، بل يستولي على غواربه ويملك شطريه.

وله من رسالة أسقط فيها حرف الألف واللام:

<<  <  ج: ص:  >  >>