للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا توّجت من بعد بعدك راحة ... براح ولا حنّت عليك المزامر

ولا اكتحلت من بعد نأيك مقلة ... بنوم ولا ضمّت عليها المحاجر

ومنها:

تشيّعك الألباب وهي أواسف ... وتتبعك الألحاظ وهي مواطر

وله:

يا خليليّ لقلب ... نيل من كل الجهات

ليم أن هام بريَّا ... وبِلَيْلَى والبنات

وبأن صادته أسْمَا ... بين بيض خفرات

بلحاظ ساحرات ... وجفون فاترات

وبجيد الظبية ارتا ... عت وظلت في التفات

وبعيني مغزل تر ... عى غزالا في الفلاة

تتمشّى بين أترا ... ب لها حور لِدات

وعليها الوشي والخ ... زّ وبرد الحبرات

راعها لما التقينا ... ما درت من فتكات

عثرت ذعرا فقلنا ... لا لعاً لِلْعَثَرات

ضحكت عجبا وقالت ... لأخصّ الفتيات

راجعيه ثم قولي ... إئتنا في السمرات

وارقب الأعداء واحذر ... للعيون الناظرات

فإذا أعلق فيها النو ... م أشراك السنات

وعلا البدر جلابي ... ب لباس الظلمات

فاطرق الحي تجدنا ... في ظهور الحجرات

فالتفينا بعد يأس ... بدليل النفحات

وتلازمنا اعتناقا ... كالتواء الألِفاَت

وبثثنا بيننا شج ... وا كنفث الراقيات

وبردنا لوعة الح ... بّ بماء العبرات

وتشاغلنا ولم نعل ... م بأن الصبح آت

وبدت فيه تباشي ... ر مشيب في شوات

وله:

ومنكرة شيبي لعرفان مولدي ... ترجّع والاجفان ذات غروب

فقلت: يسوق الشيب من قبل وقته ... زوال نعيم أو فراق حبيب

وله:

إذا ما الشوق أرقني ... وبات الهمّ من كثب

فضضت الطينة الحمرا ... ء عن صفراء كالذهب

وذكر صاحب قلائد العقيان أنه بات مع إخوته في أيام الصبا، في روضة رائقة الحلى، موهوبة الربى، وقد عاقروا العقار، ونبذوا الوقار، وقد ارتضعوا للانتشاء درا، وصرعوا للإغفاء سكرا، فلما خلع الصباح رداءه على الأفق، وهزم كتائب الغياهب يقق الفلق، قام الوزير أبو محمد فقال:

يا شَقِيقِي وافي الصباح بوجه ... ستر الليل نوره وبهاؤه

فاصطبح واغتنم مسرّة يوم ... لست تدري بما يجيء مساؤه

ثم استيقظ أخوه أبو بكر فقال:

يا أخي قم تر النسيم عليلا ... باكر الروض والمدام شمولا

في رياض تعانق الزهر فيها ... مثلما عانق الخليل خليلا

لا تنم واغتنم مسرّة يوم ... إن تحت التراب نوما طويلا

ثم استيقظ أخوهما أبو الحسن، وقد هبّ من الوسن، فقال:

يا صاحبيَّ ذرا لَوْمِي ومعتبتي ... قم نصطبح خمرة من خير ما ذخروا

وبادرا غفلة الأيام واغتنما ... فاليوم خمر ويبدو في غد خبر

وقال الوزير أبو بكر يستدعي:

دعاك خليلك واليوم طل ... وعارض خدّ الثرى قد بقل

لِقِدريْن فاحا وشمّامة ... وإبريق راح ونعم المحل

فلو شاء زاد ولكنّه ... يلام الصديق إذا ما احتفل

وللوزير أبي بكر أيضا في المعنى:

هلمّ إلى روضنا يا زهر ... ولح في سماء المنى يا قمر

هلمّ إلى الأنس سهم الإخاء ... فقد عطلت قوسه والوتر

إذا لم تكن عندنا حاضرا ... فما لغصون الأماني ثمر

وقعت من القلب وقع المنى ... وحسّنت في العين حسن الحور

وله إلى الوزير أبي محمد ابن عبدون يستدعي شواذانقا:

أغادية باتت مع النّور والتقت ... على الغور ريح الفجر مرت بدارين

خطت فوق أرض من عرار وحبوة ... وحطت بروض من بهار ونسرين

<<  <  ج: ص:  >  >>