للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية "المصنف" أن الذي تلا الآية عكرمة، وكأنه وقع الأمران لمسروق مع عائشة، ولعكرمة مع ابن عباس.

قال النووي (١): - تبعاً لغيره في رواية عائشة -: لم تنف عائشة الرؤية بحديث مرفوع، ولو كان معها لذكرته، وإنما اعتمدت الاستنباط على ما ذكرت من ظاهر الآية، وقد خالفها غيرها من الصحابة، والصحابي إذا قال قولاً وخالفه غيره منهم لم يكن ذلك القول حُجة اتفاقاً، والمراد بالإدراك في الآية الإحاطة، وذلك لا ينافي الرؤية. انتهى.

قال الحافظ ابن حجر (٢) - بعد نقله لكلامه وجزمه بأن عائشة لم تنف وقوع الرؤية بحديث مرفوع -: تبع فيه ابن خزيمة (٣) وهو عجيب، فقد ثبت ذلك عنها في "صحيح مسلم" الذي شرحه الشيخ، قال مسروق: فقلت: - أي: لعائشة -[٤١٦/ ب]: ألم يقل الله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)} (٤) قالت: "أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك" فقال: "إنما هو جبريل".

وأخرج ابن مردويه (٥) من طريق أخرى وفيه فقلت: يا رسول الله! هل رأيت ربك؟ قال: "لا إنما رأيت جبريل منهبطاً" وقد أطال الحافظ (٦) البحث في الوارد في الرؤية، وفي تأويل الآية.


(١) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٣/ ٥).
(٢) في "فتح الباري" (٨/ ٦٠٧).
(٣) في "كتاب التوحيد" (٢/ ٥٥٦ - ٥٥٧).
(٤) سورة النجم آية: (١٣).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٨/ ٦٠٧).
(٦) في "فتح الباري" (٨/ ٦٠٧ - ٦١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>