للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب الصدقة والنفقة]

وفيه ثلاثة فصول

[الفصل الأول: في فضلهما]

الأول: حديث أبي هريرة:

١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ, وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، وَإِنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ". أخرجه الستة (١) إلا أبا داود. [صحيح]

قوله: "فَتَرْبُو" أي: تكثر وتزيد.

"وَكفُّ الرَّحْمنِ" هنا كناية عن محل قبول الصدقة التي توضع فيه، وإلا فلا كف (٢) لله ولا جارحة، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون والمجسمون (٣) علوًّا كبيراً.


(١) أخرجه البخاري رقم (١٤١٠، ٧٤٣٠) تعليقاً، ومسلم في "صحيحه" رقم (٦٣، ١٠١٤)، والترمذي رقم (٦٦١)، وابن ماجه رقم (١٨٤٢)، والنسائي (٥/ ٥٧). وأخرجه أحمد (٢/ ٥٣٨)، وابن خزيمة في "التوحيد" (١/ ١٤٣ - ١٤٤)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (١٦٣٢)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص ٣٢٨)، والآجري في "الشريعة" (ص ٣٢٠ - ٣٢١). وهو حديث صحيح.
(٢) بل الكف صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بالأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإيمان به واجب، والبحث عن كيفية ذلك باطل. وقال الأصبهاني في "الحجة" (٢/ ٢٦٢): (... وللقدم معان, وللكف معان, وليس يحتمل الحديث شيئاً من ذلك، إلا ما هو معروف في كلام العرب، فهو معلوم بالحديث, مجهول الكيفية. وقال صديق حسن خان في "قطف الثمر" (ص ٦٦): (ومن صفاته سبحانه: اليد، واليمين، والكف، والإصبع ...).
(٣) انظر: "التعليقة المتقدمة" وقد تقدم مزيد تفصيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>