كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الفصل الأول: في رواتب الفرائض الخمس والجمعة - (راتبة العشاء) - ج: 5 - ص: 799

كما أنّ الحديث السادس، وهو حديث حذيفة لم يخرجه (١) أحد.

وأمّا قول المصنف: "أخرجهما رزين" فمن الوهم التي عرّفناك بها مراراً.

[(راتبة العشاء)]

الأول:

١ - عن شُرَيح بن هانِئ قال: "سَألتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: مَا صَلَّى العِشَاءَ قَطُّ فَدَخَلَ عَلَيَّ إِلاَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، أَوْ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَلَقَدْ مُطِرْنَا مَرَّةً مِنَ اللَّيْلِ فَطَرَحْنَا لَهُ نِطَعًا، فَلَكَأَنَّي أَنْظُرُ إِلَى ثُقْبٍ فِيهِ يَنْبُعُ مِنْهُ المَاءُ، وَمَا رَأَيْتُهُ مُتَّقِيًا الأَرْضَ بِشَيْءٍ مِنْ ثيَابَهِ قَطُّ". أخرجه أبو داود (٢). [ضعيف]

حديث "شريح بن هانئ" (٣) بالشين المعجمة مصغر شرح، وبالراء والحاء المهملة، وهانئ هو يزيد الحارثي المدحجي أبو المقدام الكوفي، مخضرم، ثقة، قتل مع ابن أبي بكرة بسجستان.

قوله: "إلاّ صلى أربع ركعات" تقدم في حديث ابن عمر: "ركعتين في بيته"، ولا منافاة بينها ولا بين الأربع والست، كأنه كان يفعل هذا تارة وهذا أخرى.

---

= وانظر: "ضعيف الجامع" رقم (٣٦٨٩).
(١) انظر: التعليقة المتقدمة.
(٢) في "السنن" رقم (١٣٠٣)، وهو حديث ضعيف.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١/ ٢٣١ - ٢٣٢ رقم ٣٩٠).
وهو حديث ضعيف لجهالة مقاتل بن بشير، فقد انفرد بالرواية عنه مالك بن مغول، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان في الثقات (٧/ ٥٠٩).
وانظر: الميزان (٤/ ١٧١ رقم ٨٧٣٨)، وقال الذهبي: لا يعرف.
(٣) ذكره ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول" (١/ ٥٠١ - قسم التراجم).