للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله (١): "والكيس" أقول: فسره ابن حبان بالجماع. وفسره البخاري وغيره بطلب الولد. وفسره بعضهم بالرفق وحسن التأني. [٢٥٠ ب].

وفي رواية ابن خزيمة (٢) عن جابر: فدخلنا حين أمسينا، فقلت للمرأة: إن رسول الله أمرني أن أعمل عملاً كيساً، قالت: سمعاً وطاعة فدونك، فبت معها حتى أصبحت.

[النوع الثامن: في سفر البحر]

١ - عن ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَرْكَبُ البَحْرَ إِلاَّ حَاجَّاً أَوْ مُعْتَمِرَاً أَوْ غَازِيَاً فِي سَبِيلِ الله تَعَالى، فَإِنَّ تَحْتَ البَحْرِ نَارًا، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا". أخرجه أبو داود (٣). [منكر].

قال الخطابي (٤) في قوله: إن تحت البحر نَاراً ... إلخ. هذا تفخيم لأمر البحر وتهويل لشأنه، فإن الآفة تسرع إلى راكبه، ولا يؤمن هلاكه في غالب الأمر كما لا يؤمن الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها، وهذا في معرض التَّخَيُّلِ والتمثيل.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٣٤٢).
(٢) كما في "فتح الباري" (٩/ ٣٤٢).
(٣) في "السنن" رقم (٢٤٨٩)، وهو حديث منكر.
(٤) في "معالم السنن" (٣/ ١٣ - ١٤ - مع السنن).
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢/ ١٥٢ رقم ٢٣٩٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٣٣٤).
قال المنذري في "المختصر" (٣/ ٣٥٩): في هذا الحديث اضطراب, روي عن بشير هكذا، وروي عنه: أنه بلغه عن عبد الله بن عمر، وروي عنه عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وقيل غير ذلك.
وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" (٢/ ١٠٤ - ١٠٥)، وأورد له هذا الحديث، وذكر اضطرابه، وقال: لم يصح حديثه. وقال الخطابي: وقد ضعفوا إسناد هذا الحديث.
وقال النووي في "المجموع" (١/ ١٣٧): حديث ضعيف باتفاق المحدثين، وممن بيَّن ضعفه أبو عمر بن عبد البر، ولو ثبت لم يكن فيه دليل ولا معارضه بينه وبين حديث: "هو الطهور ماؤه". =

<<  <  ج: ص:  >  >>