للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩ - وعن عاصم بن بَهْدَلة قال: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَهُوَ يُؤَذِّنُ فَقَالَ: يَا أَبَا مَرْيَمَ أَتُؤَذِّنُ؟ إِنِّي لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذَانِ. فَقَالَ زِرٌّ: أَتَرْغَبُ بِي عَنِ الفَضْلِ؟ وَالله لاَ أُكَلِّمُكَ. أخرجه رزين.

ومعنى "لأَرْغَبُ بِكَ" أي: لأكره لك.

قوله: "وعن عاصم بن بهدلة" أقول: بفتح الموحدة وسكون الهاء فدال مهملة وهو عاصم المقرئ.

صدوق له أوهام، حجة في القراءة. قاله في "التقريب" (١). قال: وزر بكسر أوله وتشديد الراء بن حبيش بمهملة وموحدة ومعجمة مصغر ثقة جليل مخضرم.

قوله: "لأرغب بك عن الأذان" أقول: في "القاموس" (٢): رغب بنفسه عنه رأى لنفسه عليه فضل، انتهى.

فمعنى ما هنا الإنكار على زر، وأنه أفضل من أن يؤذن. ولقد أحسن زر في حلفه أن لا يكلمه؛ لأنه على الأذان. وقد كان عمر يقول: لولا [الخليفاء] (٣) أي: الشغلة بأمور الخلافة لأذنت.

قوله: "أخرجه رزين" [٤٠٧ ب] وبيض له ابن الأثير (٤) على عادته.

[الفرع الثاني: في بدئه]

١ - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ، وَلَيْسَ يُنَادَي بِهَا أَحَدٌ, فَتكلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ


(١) (١/ ٣٨٣ رقم ٣).
(٢) "القاموس المحيط" (ص ١١٦).
(٣) في (ب): الخليف.
(٤) في "الجامع" (٩/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>