للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في حديث معاوية: "أطول الناس أعناقاً" أقول: في "النهاية" (١). أي: أكثر أعمالاً. يقال: لفلان عنق من الخير. أي: قطعة. وقيل: أراد طول الأعناق. أي: الرقاب؛ لأن الناس يومئذٍ في الكرب وهم في الرَّوح [متطلعون] (٢)؛ لأن يؤذن لهم في دخول الجنة. وقيل (٣): إنه أراد أنهم يكونون رؤساء سادة، والعرب تصف السادة بطول الأعناق.

وروي إعناق بكسرة الهمزة (٤). أي: أكثر إسراعاً وأعجل إلى الجنة. يقال: أعنق يعنق إعناقاً فهو معنق والاسم العنق بالتحريك، انتهى.

قوله في حديث أبي سعيد: "سمعته" أقول: في "التوشيح" أي: قوله: "فإنه لا يسمع" إلى آخره كما بين في رواية ابن خزيمة (٥) بخلاف ذكر الغنم والبادية، فإنه موقوف (٦). وفهم الرافعي أنه مرفوع، وأن "سمعته" عائد إلى ما تقدم، وسبقه إلى ذلك إمام الحرمين والغزالي والقاضي حسين وغيرهم. وتعقبه النووي ووافقه ابن حجر (٧).


= وأخرجه أحمد (٤/ ٩٥)، وابن ماجه رقم (٧٢٥)، وأبو عوانة (١/ ٣٣٣)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٧٣٦)، والبيهقي (١/ ٤٣٢)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (٤١٥)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (١/ ٢٢٥) من طرق. وقد تقدم.
(١) (٢/ ٢٦٣).
(٢) في (ب): ويتطلعون.
(٣) قاله النضر بن شميل، كما في "إكمال المعلم" (٢/ ٢٥٥).
(٤) ذكره البغوي في "شرح السنة" (٢/ ٢٧٧).
والقاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٢/ ٢٥٥).
(٥) في "صحيحه" رقم (٣٨٩)، وقد تقدم.
(٦) قاله الحافظ في "الفتح" (٢/ ٨٩).
(٧) انظر: "فتح الباري" (٢/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>