للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: بيض له ابن الأثير في "الجامع" (١)، ولم ينسبه إلى أحد، وكأنَّه مما ذكر رزين فينظر.

[النفقة]

أي: الأحاديث في النفقة وهي ما ينفقه من واجب وغيره

الأول: حديث أبي هريرة:

١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فِيهِ العِبَادُ إِلاَّ وَمَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ مِنَ السَّمَاءِ, يَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللهمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا". أخرجه الشيخان (٢).

وفي أخرى (٣): "يَقولُ الله تعالى: يَا ابنَ آدَمَ أنفِقْ أُنفِقْ عَلَيْكَ".

قوله: "اللهم أعطِ منفقاً خلفاً" أي: عوضاً عن نفقته, قال العلماء: هذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق، وعلى العيال والضيفان، والصدقات ونحو ذلك، بحيث لا يذم ولا يسمى ذلك سرفاً، والإمساك المذموم هو: الإمساك عن هذا.

قوله: "ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكاً" عن كل ما ذكرناه.

"تلفاً" عبر بالعطية في جانب التلف للمشاكلة (٤).


(١) (٩/ ٥٢٢) وفيه: أخرجه الترمذي.
(٢) البخاري رقم (١٤٤٢)، ومسلم رقم (٥٧/ ١٠١٠).
(٣) أخرجها البخاري في "صحيحه" رقم (٤٦٨٤، ٥٣٥٢، ٧٤١١، ٧٤٩٦)، ومسلم رقم (٣٦/ ٩٩٣).
وأخرجها البخاري رقم (٧٤١٩)، ومسلم رقم (٣٧/ ٩٩٣).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٣/ ٣٠٥).
والمشاكلة في اللغة هي المماثلة, والذي تحرَّر في المصطلح عند علماء هذا الفن أن المشاكلة هي: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الغير. =

<<  <  ج: ص:  >  >>