بل إن الله سميع بسمع يليق بجلاله وعظمته، كما أنه بصير ببصر: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١]. وقال أبو الحسن الأشعري في "رسالة إلى أهل الثغر" (ص ٢٢٥): وأجمعوا على أنه عَزَّ وَجَلَّ يسمع ويرى. وقال ابن كثير في رسالته "العقائد": فإذا نطق الكتاب العزيز، ووردت الأخبار "الصحيحة" بإثبات السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقدرة، والقوة، والعظمة، والمشيئة، والإرادة, والقول، والكلام، والرضى، والسخط، والحب، والبغض، والفرح، والضحك؛ وجب اعتقاد حقيقته من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير إضافة، ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه ولا تحريف، ولا تبديل ولا تغيير، وإزالة لفظ عما تعرفه العرب، وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك. انظر: "علاقة الإثبات والتفويض" (ص ٥١) لرضا نعسان معطي. (٢) في "فتح الباري" (٨/ ٦٢٨). (٣) في "السنن" رقم (٣٤٦٠). (٤) في "صحيحه" رقم (١٣/ ٣٧٢ الباب رقم ٩)، وقد تقدم نصه.