للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)} [عبس: ٢] فذكر المجيء مع العمى، وذلك ينبي عن تجشم كلفة، ومن تجشم القصد إليك على ضعف فحقك الإقبال عليه لا الإعراض عنه، هذا مع أنه لم يكن ابن أم مكتوم آمن بعد ألا تراه يقول: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣)} [عبس: ٣] ولو كان قد صح إيمانه لم يعرض عنه - صلى الله عليه وسلم -، ولو أعرض عنه لكان العتب أشد، وكذلك لم يكن ليخبر عنه ويسميه بالاسم المشتق من العمى دون الاسم المشتق من الإيمان والإِسلام، لو كان قد دخل في الإيمان [٤٣٦/ ب] قبل ذلك وإنما دخل بعد نزول الآية.

قوله: "من عظماء المشركين" هو الوليد بن المغيرة وقيل: أمية بن خلف، وقيل: عتبة وشيبة ابنا ربيعة (١): وقيل: عتبة وأبو جهل وعباس.

قوله: "أخرجه مالك والترمذي".

قلت: وقال الترمذي (٢): هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: أنزل {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١)} [عبس: ١] في ابن أم مكتوم ولم يذكر فيه عن عائشة انتهى. أي: فيكون منقطعاً.

٢ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكُم تُحْشَرُونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: "أيُبْصِرُ أَوْ يَرَى بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَالَ: "يَا فُلانَةُ! {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)} [عبس: ٣٧] ". أخرجه الترمذي (٣). [صحيح]


(١) انظر: "جامع البيان" (٢٤/ ١٠٦ - ١٠٧).
(٢) في "السنن" (٥/ ٤٣٢).
(٣) في "السنن" رقم (٢٤٢٣، ٣١٦٧، ٣٣٣٢).
قلت: وأخرجه البخاري رقم (٣٣٤٩) ومسلم رقم (٢٨٦٠) والنسائي رقم (٢٠٨١، ٢٠٨٢، ٢٠٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>