للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "فقال: إن المؤمن" هذا هو الذي عن نفسه.

قوله: "يخاف أن يقع عليه" قال ابن أبي حمزة (١): السبب في ذلك أن قلب [ابن آدم] (٢) منور، فإذا رأى من نفسه ما يخالف ما ينور به قلبه، عظم الأمر عليه فلم يأمن العقوبة بسببه، وهذا شأن المؤمن أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغير عمله السيئ، والفاجر قلبه مظلم [فذنبه] (٣) سهل عليه، لا يعتقد أنه يحصل له بسببه ضرر، كما أن ضرر الذباب عنده سهل، وكذا دفعه عنه.

قوله: "أفرح" [٤٦٧/ ب] أي: أرضى بالتوبة وأشد قبولاً لها فإن حقيقة الفرح (٤) عليه تعالى محال.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٠٥).
(٢) كذا في المخطوط والذي في "الفتح" (١١/ ١٠٥) المؤمن.
(٣) زيادة من (أ).
(٤) الفرح صفة فعلية خبرية ثابتة لله عَزَّ وَجَلَّ بالأحاديث الصحيحة ومنها هذا الحديث.
قال الهراس في شرح "العقيدة الواسطية" (ص ١٦٦): عند شرحه لهذا الحديث: "وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عَزَّ وَجَلَّ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات، أنه صفة حقيقية لله عَزَّ وَجَلَّ على ما يليق به، وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته، فيحدث له هذا المعنى المعبَّر عنه بالفرح عندما يحدث عبده المثوبة والإنابة إليه، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب، وقبوله توبته.
وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع، فقد يكون فرح خفة، وسرور، وطرب، وقد يكون فرح أشرٍ وبطر، فالله عَزَّ وَجَلَّ منزه عن ذلك كله، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه، لا في ذاته، ولا في أسبابه، ولا في غاياته، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرّضوا لها، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>