للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في حديث ابن عمرو: كبروا" قال العلماء: الحكمة في التكبير عند الارتفاع: استشعار كبرياء الله، وعلوه, والتسبيح عند الانحدار؛ لأنه تنزيه، فناسب تنزيه الله في الأماكن المنخفضة عن صفات الانخفاض.

قوله: "فوضعت الصلاة على ذلك" أي: تكبر الله للإحرام، وللركوع حال الارتفاع، وتسبح خلال الركوع، والسجود للانحدار، وتكبير النقل بعضه في الانحدار، فالمراد الأغلب ثم إنه لا يخفى أن شرعية الصلاة قبل شرعية القتال والغزو، فكأنه إخبار بأن الصلاة وافقت هذا الصنيع في أسفارهم.

٣ - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع - رضي الله عنه - قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ الله عَلَيْنَا - صلى الله عليه وسلم - مَرَّةً أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي غَزَاةٍ فَبَيَّتْنَا أُنَاساً مِنَ المُشْرِكِينَ فَقَتَلَهُمْ فَقَتَلْتُ بِيَدِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبعَةَ، هُمْ أَهْلُ أَبْيَاتٍ، وَكَانَ شِعَارُنَا: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ. أخرجه أبو داود (١). [حسن]

قوله: "في حديث سلمة بن الأكوع: وكان شعارنا" الشعار (٢): العلامة، وهو [ما


(١) في "السنن" رقم (٢٥٩٦، ٢٦٣٨)، وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" "رقم ٨٦٦٥ - العلمية"، وابن ماجه رقم (٢٨٤٠) وابن حبان رقم (٤٧٤٤، ٤٧٤٧، ٤٧٤٨) والطبراني في "الكبير" رقم (٦٢٣٩) والحاكم (٢/ ١٠٧) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٣٦١)، (٩/ ٧٩) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٢٦٩٩) من طرق.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وهو حديث حسن.
• ولفظه: "غزونا مع أبي بكر زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان شعارنا: أمتْ أمت".
• وأما لفظ "يا منصور، أمتْ أمت"، أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (٢/ ٧٠٠ رقم ٦٨٧ - الجامعة الإسلامية"، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم (٤٦٩) وفي سنده ضعف وانقطاع.
(٢) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٨٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>