للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره ابن الأثير في "الجامع" (١).

٥ - وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالَكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ غَزْوَة وَرَّى لِغَيْرِهَا وَيَقُولُ: الحَرْبُ خِدْعَةٌ. أخرجه أبو داود (٢). [صحيح]

قوله: "في حديث كعب بن مالك: (ورّى (٣) بغيرها) ".

هي من التورية، وهو ذكره بلفظ يدل عليه، أو على بعضه دلالة خفية عند السامع، وهذا قطعة من حديث تخلف الثلاثة الطويل، وإنما يوري ليبغت العدو، وهو غير عالم به، ولا متأهب له، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - لما أراد غزو قريش: "اللهم اخف عنا العيون" (٤).

قوله: "والحرب خدعة" بفتح الخاء وضمها وكسرها، وبسكون الدال المهملة أمر باستعمال الحيلة فيه ما أمكن [١٤٥/ أ] وقال ابن المنير (٥): معناه: الحرب الكاملة في مقصودها إنما هي المخادعة لا المواجهة، وذلك لخطر المواجهة وحصول الظفر مع المخادعة بغير خطر.


= استأنف، وقال: لا ينصرون، جواباً لسائر عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون.
(١) انظر (٢/ ٥٧٤ - ٥٧٥).
(٢) في "السنن" رقم (٢٦٣٧). وأخرجه أحمد (٣/ ٤٥٦) والبخاري رقم (٢٩٤٧) ومسلم رقم (٥٤/ ٢٧٦٩) عن كعب بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا أراد غزوة ورّى بغيرها".
(٣) ورَّى: أي: ستره، ويستعمل في إظهار شيء مع إرادة غيره, وأصله من الوَرْي بفتح الواو وسكون الراء هو: ما يجعل وراء الإنسان؛ لأن من ورَّى بشيء كأنه جعله وراءه.
انظر "القاموس المحيط" (ص ١٧٣٠)، "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٨٤٣).
(٤) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ١٣٤) وابن إسحاق في مغازية معلقاً، من حديث عائشة - رضي الله عنها -. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٧).
وله ألفاظ منها: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها".
انظر السيرة النبوية (٤/ ٥٧) وهو حديث صحيح.
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>