للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أبو داود (١) "بلفظ: "لقد تركتم بالمدينة أقواماً ما سرتم من مسير، ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيم, قالوا: يا رسول الله! وكيف [٣٥ ب] يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: "حسبهم العذر" (٢).

قال المهلب: يشهد لهذا الحديث قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (٣) الآية، فإنه فاضل بين المجاهدين والقاعدين، واستثنى أولي الضرر من القاعدين، فكأنه ألحقهم بالفاضلين، وفيه أن المؤمن تبلغّه نيته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل.

٣ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُوْنَ إِلَى الجَنَّةِ بِالسَّلَاسِلِ". أخرجه البخاري (٤) وأبو داود (٥). [صحيح]

وقال: يَعْنِي الأَسِيْرَ يُوثَقُ ثُمَّ يُسْلِمُ.

قوله: "في حديث أبي هريرة عجب (٦) [ربنا (٧)] " الحديث .. في النهاية (٨): اعلم أنه إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم وقعه عنده وخفي عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده.


"إلا شركوكم" من شرك في المال، كسمع، أي: صار شريكاً فيه.
"حبسهم المرض" فيه فضل النية، وأن من نوى عملاً ومنعه عنه مانع فهو مثل العامل.
(١) في "السنن" رقم (٢٥٠٨) وقد تقدم.
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٤٧).
(٣) سورة النساء الآية (٩٥).
(٤) في "صحيحه" رقم (٣٠١٠).
(٥) في "السنن" رقم (٢٦٧٧).
(٦) تقدم توضيحه مفصلاً.
(٧) في "أ. ب" ربك.
(٨) (٢/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>