للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين (١) وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم عليهما [٢٧/ ب] ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها.

قلت: أي: أنكروا بعض أنواعها.

قال: وتعلقوا بمذاهبهم بتخليد المذنبين في النار، واحتجوا بقوله: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)} (٢) وبقوله: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨)} (٣) وهذه الآيات في الكفار في الكتاب وغيره.

وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل، وألفاظ الأحاديث صريحة في بطلان مذهبهم، وإخراج من استوجب النار منها، ولكن للشفاعة خمسة أقسام:

أولها: مختصة بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وهي الإراحة من هول الموقف، وتعجيل الحساب كما يأتي بيانها.

الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وهذه وردت لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وحده ذكرها مسلم.

الثالثة: شفاعة لقوم استوجبوا النار فشفع فيهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء الله.

الرابعة: فيمن دخل النار من المؤمنين، فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعته - صلى الله عليه وسلم - والملائكة وإخوانهم من المؤمنين، ثم يخرج الله كل من قال: لا إله إلا الله كما جاء في الحديث.


(١) انظر: كتاب "الشفاعة" للعلامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي فإنه مفيد في بابه.
(٢) المدثر (٤٨).
(٣) غافر (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>