للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: بل الجمع خاص به - صلى الله عليه وسلم -[لأن] (١) غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه - صلى الله عليه وسلم - فإن [منصبه] (٢) لا يتطرق إليه احتمال إيهام ذلك (٣).

قوله: "ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله":

أقول: لفظ البخاري (٤): "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" وهو لفظ مسلم (٥) ولفظ الترمذي (٦) أيضاً.

قال يحيى بن معاذ (٧): حقيقة الحب في الله أن لا يزيده بالبر ولا ينقصه بالجفاء.


(١) في المخطوط (ب): لأنه.
(٢) كلمة غير مقروءة في المخطوط، وهي في "الفتح" (١/ ٦١): منصبه كما أثبتناه.
(٣) قال القاضي عياض في "إكمال العلم بفوائد مسلم" (٣/ ٢٧٥) وجماعة منا لعلماء: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية، وأمره بالعطف تعظيماً لله تعالى بتقديم اسمه كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: "لا يقل أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم ما شاء فلان" أخرجه أحمد (٥/ ٣٨٤) وأبو داود رقم (٤٩٨٠) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٩٨٥) وغيرهم من حديث حذيفة، وهو حديث صحيح، ويرد على هذا ما قدمناه من جمعه - صلى الله عليه وسلم - بين ضمير الله وضميره.
ويمكن أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك؛ لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده، وأمره بتقديم اسم الله على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما اعتقده.
وانظر ما قاله الإمام الشافعي في "الأم" (٢/ ٤١٥ - ٤١٦) والقرطبي في "المفهم" (٢/ ٥١٠ - ٥١٢) حول هذا الموضوع فهو مفيد.
(٤) في "صحيحه" رقم (١٦).
(٥) في "صحيحه" رقم (٦٧/ ٤٣).
(٦) في "السنن" رقم (٢٦٢٤).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>