للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطيبي (١): إن قوله "وكان عرشه على الماء" فصل مستقل؛ لأن القديم من لم يسبقه شيء ولم يعارضه في [الأزلية] (٢) لكن أشار بقوله "وكان عرشه على الماء" أي: أنّ الماء والعرش كان مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض فلم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء.

وروى السدي (٣) في تفسيره بأسانيد متعددة أنّ الله لم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء.

وقد روى عبادة بن الصامت مرفوعاً: "أول ما خلق الله [القلم] (٤) ... "، [رواه] (٥) أحمد (٦) والترمذي (٧) وصححه, فيجمع بينه وبين حديث الكتاب بأنّ المراد بالأولوية بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش، وأما حديث (٨) "أول ما خلق الله العقل" فليس له طريق ثبت.


(١) في شرحه على "مشكاة المصابيح" (١٠/ ٣١١).
(٢) كذا في (أ. ب) والذي في شرح "المشكاة": الأولية.
(٣) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٦/ ٢٨٩).
(٤) في (ب) العلم.
(٥) زيادة يستلزمها السياق.
(٦) في "المسند" (٥/ ٣١٧).
(٧) في "السنن" رقم (٢١٥٥).
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" رقم (٥٧٧) "التاريخ الكبير" (٦/ ٩٢) وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٤٨، ٤٩ رقم ٢ والبيهقي في الاعتقاد (ص ١٣٦) والآجري في الشرية (ص ١٧٧، ١٧٨)، وهو حديث صحيح لغيره.
(٨) قاله الحافظ في "فتح الباري" (٦/ ٢٨٩) ثم قال: وعلى تقدير ثبوته فهذا التقرير الأخير هو تأويله والله أعلم، وهو قوله: بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش، أو بالنسبة إلى ما منه صدر من الكتابة، أي أنه قيل له اكتب أول ما خلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>