للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى عن بعضهم "في عمى" مقصور وهو كل ما لا تدركه الفطن، قال (١) الأزهري (٢): قال أبو عبيد (٣): إنما تأولنا هذا الحديث عن كلام العرب المنقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العما؟ فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته, قاله ابن الأثير (٤).

قوله: "ما فوقه هواء" أي: ما فوق السحاب وكذلك قوله "وما تحته هواء" أي: ما تحت السحاب، وقد قيل إن ذلك من العمى مقصور (٥)، أي: لا شيء ثابت؛ لأنه مما يعمى على الخلق لكونه غير شيء، فكأنه قال في جوابه: كان قبل أن يخلق خلقه، ولا شيء غيره كما في حديث عمران بن حصين ما فوقه هواء وما تحته هواء "أي ليس فوق العماء الذي هو لا شيء موجود هواء ولا تحته هواء، لأن ذلك إذا كان غير شيء لم يثبت له هواء بوجه، قاله البيهقي في "الأسماء والصفات" (٦).

واعلم أن أغرب ما رأيت تفسير العماء بنور (٧) النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسّره به الشيخ إبراهيم الكردي في كتابه "قصد السبيل"، وأطال فيه وقال: إنّ النور يسمى عماء، قال؛ لأنه تعالى


(١) في (ب) مكروه.
(٢) في "تهذيب اللغة" (٣/ ٢٤٦).
(٣) في "الغريبين" (٤/ ١٣٣١).
(٤) في "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٥٩).
وانظر "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٩).
(٥) قال ابن الهيثم: (وهو في عمًى) مقصور وقال: وهو كل أمر لا تدركه عقول بني آدم ولا يبلغ كنهه الوصف، ولا تدرك الفطن. انظر الغريبين (٤/ ١٣٣١).
(٦) (٢/ ٢٣٦).
(٧) انظر: المواجب اللدنية بالمنح المحمدية للعلامة أحمد بن محمد القسطلاني (٨٥١ - ٩٢٣ هـ) (١/ ٦٩ - ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>