للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات لأن اسم الخير [٥٢/ ب] لا يتناولها، والمحبة [إرادة] (١) ما يعتقده خيراً. وتقدم البحث في المحبة وأسبابها.

قالوا: والمراد أن يحب لأخيه أن يحصل لأخيه ما حصل له لامع سلبه عنه ولامع بقائه بعينه له إذ مقام الجوهر أو العرض بمحلين محال، هذا وقال الكرماني (٢): ومن الإيمان أن يبغض لأخيه من يبغضه لنفسه من الشر، ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه اكتفاء.

واعلم: أنه جعل الفقهاء حقيقة الموالاة أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، واستصعب هذا التكليف، ومن حقق لم يجد منه صعوبة أصلاً، لأن غايته أن يريد ويحب لأخيه في الإيمان ما يحبه لنفسه [٢٠/ أ].

وهذه إرادة قلبية ليس فيها فوات أمر بل فيها كمال إيمانه ولا تنقصه إرادته بغيره من ماله ولا حاله.

٣١/ ٥ - وعَنْ أَبي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - أن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لله، وَأَبْغَضَ لله، وَأَعْطَى لله، وَمَنَعَ لله فَقَدِ اسْتكمَلَ الإِيمَانَ" أخرجه أبو داود (٣) [حسن].


(١) في المخطوط (ب) مكررة.
(٢) في شرحه لـ "صحيح البخاري" (١/ ٩٣).
(٣) في "سننه" رقم (٤٦٨١).
قلت: وأخرجه أحمد في "المسند" (٤٣٨، ٤٤٠)، وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>