للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إلا حرم الله عليه الجنة" أي: دخلوها، قال النووي (١): إنه يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون مستحلاً لغشهم فتحرم عليه الجنة ويخلد في النار.

والثاني: أنه لا يستحله فيمنع من دخولها أول وهلة مع الفائزين، وفي هذا دليل على وجوب النصيحة على الوالي لرعيته والاجتهاد في مصالحهم، والنصيحة لهم في دينهم ودنياهم.

قوله: "في حديث الحسن - أيضاً - الحطمة" (٢) بالحاء المهملة بوزن الهمزة, قالوا: هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سوقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك في سقيها وغيره ويرجم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها.

قوله: "إنما أنت من نخالتهم" (٣) يريد لست من فضلائهم وعلمائهم، وأهل المراتب منهم بل من سقطهم، والنخالة والحثالة والحشافة بمعنى واحد.

قوله: "وهل كانت لهم نخالة، إنما النخالة بعدهم وفي غيرهم" قال النووي (٤): هذا من جزل الكلام وفصيحه، وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم، فإن الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم هم صفوة الناس وسادات الأمة، وأفضل ممن بعدهم وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم، وإنما التخليط ممن بعدهم وفيمن بعدهم كانت النخالة. انتهى.

والنخالة بضم النون والخاء المعجمة هي قشور الدقيق وهي استعارة هنا.

٥ - وَعَنْ عَدِىِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ", فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ:


(١) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (١٢/ ٢١٤ - ٢١٥).
(٢) انظر "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣٩٣) "الفائق" للزمخشري (١/ ٢٩١).
(٣) انظر "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٧٢٣)، "غريب الحديث" للهروي (٤/ ٥٠٠).
(٤) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (١٢/ ٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>