للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللستة (١) إلا النسائي عن أبي هريرة بنحوه. [صحيح]

"العَزْمُ": الجد، ونفي التردد.

قوله: "في حديث أنس: ولكن ليعزم المسألة" أي: الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم: الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه ولا يعلق ذلك بمشيئة الله، وإن كان مأموراً في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله (٢).

وقيل (٣): معنى العزم أن يحسن الظن بالله في الإجابة، ولمسلم (٤) في رواية: "ليعزم المسألة ويعظم الرغبة" أي: يبالغ في تكرير الدعاء والإلحاح فيه، ويحتمل أن المراد الأمر بطلب الشيء العظيم الكثير، ويؤيده ما في آخر هذه الرواية: "فإن الله لا يتعاظمه شيء".

قوله: "لا مستكره له" المراد: أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء فيخفف الأمر عليه ويعلمه أنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه، وأما الله تعالى فهو منزه عن ذلك، فليس للتعليق فائدة (٥).

واختلف: هل النهي للتحريم أو للتنزيه؟ ذهب ابن عبد البر (٦) إلى الأول فقال: لا يجوز لأحد أن يقول: "اللهم أعطني إن شئت" وغير ذلك من أمور الدنيا والدين؛ لأنه كلام مستحيل لا وجه له؛ لأنه لا يفعل إلا ما يشاء، وهذا هو الظاهر.


(١) أخرجه البخاري رقم (٦٣٣٩)، ومسلم رقم (٢٦٧٩)، وأبو داود رقم (١٤٨٣)، والترمذي رقم (٣٤٩٧)، وابن ماجه رقم (٣٨٥٤)، والموطأ (١/ ٢١٣).
(٢) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ١٤٠).
(٣) قاله الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٤٠).
(٤) في صحيحه رقم (٨/ ٢٦٧٩).
(٥) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ١٤٠).
(٦) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>