وقال ابن حجر في "فتح الباري" (١١/ ٢١٧): "وقد استضعف الحديث أيضاً جماعة، فقال الداودي: لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عين الأسماء المذكورة. وقال ابن العربي: يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع، ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة، وهو الأظهري عندي ... " اهـ وأخرج ابن أبي الدنيا كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٤٨)، والطبراني في "الدعاء" رقم (١١٢)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ١٧)، وقال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث أيوب وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة مختصراً دون ذكر الأسامي الزائدة فيها وكلها في القرآن. وأبو نعيم في جزء فيه طرق حديث: "إن لله تسعة وتسعين اسماً" رقم (٥٢)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص ١٩) كلهم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وعلة الحديث عبد العزيز بن الحصين، وقد تفرد بهذه الرواية. وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف، والله أعلم. قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٦/ ٣٧٩ - ٣٨٠): "روى الأسماء الحسنى في "جامعه" - أي الترمذي - من حديث الوليد بن مسلم، عن شعيب عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة. ورواها ابن ماجه في "سننه" من طريق مخلد بن زياد القطواني، عن هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كل منهما من كلام بعض السلف. فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. ولهذا اختلفت أعيانهما، فروى عنه في إحدى الروايات من الأسماء بدل ما يذكر في الرواية الأخرى؛ لأن الذين جمعوها قد كانوا يذكرون هذا تارة وهذا تارة؛ واعتقدوا - وهم غيرهم - أن الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئاً معيناً، بل من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله دخل الجنة، أو أنها وإن كانت معينة فالاسمان اللذان يتفق معناهما يقوم أحدهما مقام صاحبه, كالأحد والواحد، فإن في رواية هشام =