للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما خفض فلم يحضرني أنه أتى بها القرآن. فسراه بما تراه، وقال الغزالي (١): هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء، ويرفع المؤمنين بالإسعاد، يرفع أولياءه بالتقريب، ويخفض أعداءه بالإبعاد، ومن رفع مشاهدته عن المحسوسات والمتخيلات وإرادته عن ذميم الشهوات فقد رفعه إلى أفق الملائكة المقربين، ومن قصر مشاهدته على المحسوسات وهمته على ما يشارك فيه البهائم من الشهوات، فقد خفضه إلى أسفل سافلين، ولا يفعل ذلك إلا الله فهو الخافض الرافع.

فائدة (٢): تخلق العبد من هذين الاسمين أن يرفع الحق ويخفض الباطل، فيعادي أعداء الله خفضاً لهم، ويوالي أولياءه [٤٣٨ ب] رفعاً لهم وينشر العلم النافع رفعاً له، ويخفض البدع، ويهجر أهلها خفضاً لها، وهذا يدخل فيه أنواع كثيرة.

قوله: "المعزُّ المذل" (٣) لم يردا في القرآن.


= ثم قال: فهو سبحانه الواضع قدر من شاء والرافع المعلي لقدر من شاء، كما روى مسلم رقم (٨١٧) عن عامر ابن واثلة: " ... إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
"شأن الدعاء" (ص ٥٨).
(١) في "المقصد الأسنى" (ص ٩١).
(٢) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى".
وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ١٢٣).
وقال الرازي في "شرح أسماء الله الحسنى" (ص ٢٤٤): وأما حظ العبد: فهو أن يرفع جانب الروح، ويخفض جانب النفس أو ينصر أولياء الله، وينازع أعداء الله.
(٣) "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٢٤٥)، "شأن الدعاء" (ص ٥٨)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (١/ ٣٧٠ - ٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>